♥منتديات نور ورقلة ♥
صفحات من تاريخ ورقلة Ezlb9t10
♥منتديات نور ورقلة ♥
صفحات من تاريخ ورقلة Ezlb9t10

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
سكنات عدل في الجزائر أو السكن بالبيع بالإيجار بالجزائر
GN-5500 HD&GN 1000 HD &GN-5500 TITAN تحميل فلاش جيون
أجمل أربعين مثل في العالم
الإمتحان الأول في التسير البنكي 2012-2013
كيف تصبح من عمالقه النقاش الجاد ؟!
كود لعمل لوحة شرف للمشرفين المتميزين
يا كريم ...... دعاء الأعرابي
اختبار اللغة العربية للثلاثي الأول 2012
مبروك عليك رتبة مشرف يا أبو طارق
اختبار اللغة العربية للثلاثي الأول 2012 صور الواجهتين
الأحد سبتمبر 15, 2013 2:45 pm
الأحد أغسطس 18, 2013 4:58 pm
الخميس فبراير 07, 2013 9:53 am
الأربعاء فبراير 06, 2013 12:16 pm
الثلاثاء فبراير 05, 2013 10:16 pm
الإثنين فبراير 04, 2013 12:27 am
الأحد فبراير 03, 2013 9:30 am
الأحد فبراير 03, 2013 9:22 am
الأحد فبراير 03, 2013 9:20 am
الأحد فبراير 03, 2013 9:00 am











شاطر
 

 صفحات من تاريخ ورقلة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 5:45 pm


صفحات من تاريخ ورقلة
الباب الأول



الفصل الأول




ورقلة في العصور القديمة









الخصائص الجغرافية و العمران
Caractères géographiques et peuplement

المعطيات الجغرافية
Donnés Géographiques




· حوض ورقـــلة La cuvette de Ouargla

يقع حوض ورقلــة في الجنوب الشرقي للجزائر و هو جزء من المنخفض الصحراوي الكبير ، يبلغ طوله 30 كلم ،و عرضه يتراوح بين 12 و 18 كلم . وارتفاعه بين 103 و 150 م فوق مستوى سطح البحر ، يمتد بين هضبتين ، الأولى تحّده من الغرب ، ارتفاعها 230م ، و الثانية من الشرق بإرتفاع يناهز 160م . و هي متصلة برمال العرق الشرقي الكبير .


* واحــــة ورقــــلة L’Oasis de Ouargla

ورقـلة واحة رائعة الجمال ، تحيط بساتين النخيل بالمدينة القديمة (القصر العتيق )، تعتبر ورقلة هبة وادي مّية بفضل مجاريه الباطنية التي توفّر مياه جوفية هائلة .
و قد عرفت أهمية وادي مـيّة منذ القدم و لعل أبن يخلدون كان يقصد وادي ميّة فيما كتبه :

" .......و ينبع مع النهر من فوهته نهر كبير ينحدر ذاهبا إلى بوده ثم بعدها إلى ثمطيت و يسمى لهذا العهد كـير، عليه قصورها ثم يمر إلى أن يصب في القفار و يروغ في قفارها و يغور في رمالها،قصر ذات نخل تسمى »واركـــلان «



تاريخ أبن خلدون ج6 ص 212-213


8
المنـــاخ : LE CLIMAT

* درجة الحرارة :

مناخ منطقة ورقلة ، صحراوي جاف، ودرجات الحرارة بها مرتفعة صيفا حيث تتجاوز (41°) في المتوسط ، وتنخفض شتاء ،و لاسيما أثناء الليل ، فالمناخ هنا قاري يتميز بفوارق حرارية،(يومية و فصلية ) معتبرة ، تصل إلى حدود (30°)مئوية .


* الأمطار :

مناخ ورقلة يتميز بندرة الأمطار ( 49 مم ) في المتوسط و هي كغيرها من المناطق الصحراوية ، تفتقر للغطاء النباتي الطبيعي، و لكنها بالمقابل غنية ببساتين النخيل ،فهي واحة بديعة المناظر .


* الرياح الموسمية :

تهب على ورقلة عواصف رمليــة موسمية بين شهري ( فبراير و أفريل )،و تبلغ ذروتها في شهر مارس ، وغالبا ما تتسبب في خسائر فادحة تصيب الزرع و الماشية ، ويبدأ الجو في التحسن ابتدأ من شهر سبتمبر عندما يتغير اتجاه الرياح ،لتصبح شمالية شرقية، و هي معروفة محليا بإسم ( البحـري ) ، و هي غالبا ما تكون محملة بشيء من الرطوبة فتعمل على تلطيف الجو و لاسيما ليلا .
يرحب سكان المنطقة كثيرا بهذه الرياح فهي تساعد على تلقيح أشجار نخيلهم، كما يرحبون بالحرارة أثناء النهار لكونها عاملا أساسيا في نضج تمارها.
جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 5:55 pm


صفحات من تاريخ ورقلة " منتديات نور ورقلة "
المعطيات التاريخية
Donnés Historiques
1 _ عصور ما قبل التاريخ*
المراد بهذه التسمية عصور ما قبل التاريخ ، الفترة الواقعة بين ظهور الإنسان واكتشاف الكتابة. تجب الإشارة إلى أنه، لا تتوفر لدينا بالنسبة لهذه الحقبة من تاريخ البشرية وثائق و مدونات مكتوبة يمكنها أن تروي لنا قصة البشرية ، لكنه لدينا مخلفات و آثار يمكننا الاعتماد عليها كشواهد صامته ولكنها في نظر العديد من العلماء أكثر مصدقيه مما هو مكتوب و مدوّن ، لأنها منزّهة من الزيف الذي يتعمده الإنسان في الكثير من الحالات لدى تدوينه لتاريخه ، وتعد هذه الآثار و المخلفات أهم مصادر المعرفة لعصر ما قبل التاريخ .

متى ظهر الإنسان في حوض ورقلة ؟

يعتمد التاريخ البشري في عصور ما قبل التاريخ على وجه الخصوص ، على علم الآثار و أبحاثه و مكتشفاته الأثرية ، و كان نصيب منطقة ورقلة من هذا نصيب غير قليل حيث تم اكتشاف العديد من المخلفات الأثرية في عدد من المواقع ( الحقول ) الأثرية مثل : حقل حاسي مويلح ، وعرق التوارق ، عرق تسيرة ، قارة كريمة و برج ملالة ........و غيرها من المواقع الأثرية .


* ظهور الإنســـان في منطقة ورقلة
دلّت الحفريات على أن الإنسان ظهر في منطقة ورقلة في الحقبة الأولى من البلاستوسين ، حيث مرت بالصحراء ظروف مناخية متقلبة جعلت من الصحراء القاحلة الآن، جنة خضراء، غنية بالبحيرات والأنهار لمئات الآلاف من السنين. ثم أعقبت ذلك موجة من الجفاف امتدت كذلك آلافاً عديدة من السنين. لقد حدث هذا التعاقب خمس مرات خلال الحقبة المذكورة ( البلاستوسين) .
إن فترة الجفاف التي نعيشها الآن بدأت منذ حوالي عشرة آلاف عام، حيث بدأت الأنهار تنضب والبحيرات تجفّ أو تهاجر
وتستند معرفتنا عن العصر الحجري القديم الأوسط و الحديث .Néolithique ( 000. 35- 000. 50 ) في منطقة ورقلة ، على ما قدمته لنا بعض الحفريات المنهجية من معلومات وأدوات ترجع لهذه الفترة ، وما عثر عليه، كان نتيجة لعمليات المسح الأولية ( ملتقطات سطحية). ويدل الظهور المبكّر ووفرة الأدوات الحجرية الهلالية الدقيقة، وحجر الرحى في مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، على أن الزراعة بدأت قبل أن تبدأ موجة الجفاف الحديثة التي أدت إلى ظهور الصحراء بشكلها وصورتها التي نعرفها اليوم.

العمران في حوض ورقلــة :

و هنا لا بد لنا من الاعتماد على أبحاث العلماء المختصين، الذين أنكبوا على دراسة آثار الإنسان في هذه المنطقة فقد دلت الأبحاث التي أجريت في حوض رقلـة أن هذه المنطقة كانت عامرة بالسكان منذ أقدم العصور البشرية ، استنادا إلى المخلفات التي عثروا عليها ، من أدوات و أسلحة حجرية و التي يمكن تصنيفها إلى نفس المراحل العالمية ( أنظر الهامش السابق ).

*- في الثمانيات من القرن العشرين ثم اكتشاف العديد من الأدوات و الأسلحة و رؤوس السهام تعود للعصر الحجري القديم ( le Paléolithique) في حوض عرق التوارق 20كلم جنوب مدينة ورقلة الحالية ، عمر هذه الأدوات يتراوح بين 200ألف و 100ألف سنة ، و هي معروضة في متحف باردو بالجزائر العاصمة .
* كما تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الأدوات تعود إلى العصر الحجري الحديث و العصر الحجري الأخير Le Néolithique و L’Epipaléolithique ، في كل من حوض الحمراية و برج ملالة و منقش و الآبار القديمة و منطقة البيضة المزخرفة و في البيضتين و حاسي مويلح و حاسي الحجر.
*بالإضافة إلى أدوات حجرية أخرى اكتشفت في برج ملالة يتراوح عمرها بين 3750 و 2400 سنة و أدوات أخرى اكتشفت في الحقل المسمى الكثبان Les dunes أو ( القنيفيدة ) ، يناهز عمرها 5400سنة .

جذور سكان ورقلـــة التاريخية

* أصل سكان منطقة ورقــلة في عصر ما قبل التاريخ:

إبان الألفية التاسعة قبل الميلاد ، ظهر بالمنطقة الصحراوية ، جنس من البشر قريبون أنتربولوجيا من سكان شمال أفريقيا الحاليين ، ومن المحتمل أن هذا الإنسان الأول الذي أطلق عليه إسم " كـابسيCapsien ) " ) نسبه لكابسا Capsia الإسم القديم لقفصة الحالية في تونس .
ويعتقد أن الحضارة الكبسية La civilisation capsienne قادمة من بعيد ، و لا يمكننا تحديد أصولها بدقة و يعتقد أنهم من أصل شرقي ، شكلوا إحدى مكونات العرق الأمازيغي ، انتشروا في البداية في الناحية الشرقية و الوسطى ، ثم امتدوا نحو الصحراء .هذه المنطقة التي أثريت بروافد بشرية أخرى قادمة من الجنوب فقد تم اكتشاف هياكل عظمية في مدافن و قبور ، أثبت البحث العلمي المتقدم أنها لسكان زنوج نزحوا من الجنوب على أثر الجفاف الذي أجتاح الصحراء الكبرى منذ الألفية الثالثة .و ظلت هذه الموجات البشرية تفد حتى الألفية الثانية .
و لعل الغرامنتيون أسلافنا هم أول من عمّر هذه الأصقاع منذ ما يزيد عن سبعة ألاف سنة ولكن تاريخ ورقلة ارتباط بقبيلة بني وركلان البربرية .

جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 5:56 pm


2 _ فجـر التـاريـخ

أن ظهور الكتابة أو بالأصح منذ انتشار استعمالها ، في أول شكل من أشكالها البدائية يعتبر الحـد الفاصل بين عصري : ماقبل التاريخ و فجر التاريخ .ميزة هذا العصر أنه يروي لنا قصة البشرية مكتوبة مدونة برغم ما يعتريها من نقائص و تضارب في سجلات التاريخ و مدوناته العديدة .
من هذا المفهوم يكون العصر التاريخي الذي تلا عصور ماقبل التاريخ أي فجر التاريخ L’ANTIQUITE هو عصر الكتابة .

ورقـــلة في فجر التاريخ

لما بدأ العصر التاريخي يلقي ضوءه على شمال إفريقيا ، بدأ هذا الإقليم منقسما من الناحية ( ألاثنولوجية ethnique ) أي العرقية ، إلى قسمين : الجهات الساحلية و الجهة الداخلية ،أما الجهات الساحلية فكان يسكنها الليبون Lebu ( ومصدر هذه التسمية مصري ) استعمل منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد للدلالة على شعب أفريقي ، قبل أن تصبح هذه التسمية مقتصرة على سكان أفريقيا الشمالية الشرقية .أما المنطقة الداخلية فكانت تقطنها عناصر أثيوبية متأثرة بدماء زنجية .
و كان كلا الفريقان يتنازعان السيطرة على الصحراء ، ثم أشترك في هذه المعركة فيما بعد العرب الوافدون بعد الفتح الإسلامي ، و ظل هذا النزاع قائما إلى وقت قريب ، و كانت كفة هذا الفريق أو ذاك ترجح من حين و آخر .
وكما يختلف هؤلاء السكان في نوع السلالة يختلفون في نوع الحضارة ، فكان الصحراويون السود زراع حبوب منذ العصر الحجري الحديث Néolithique ، كما سبق أن ذكرنا.و في هذه المرحلة كذلك يظهر التأثير الحضاري المصري فقد اعتنق سكان الصحراء الديانة المصرية الموحدة ( التي تقوم على التوحيد ) فقد كان " آمون رع " يعبد في القسم الجنوبي من الجزائر ، كما تدل العديد من الشواهد ، و قد ساعد على انتشار الحضارة في هذه الجهات كون الصحراء لم تكن حتى بداية العصر التاريخي ، قد تحولت إلى الجفاف الشديد الذي عليه في الوقت الحاضر.
ومهما تعدّدت أراء الباحثين في أصل سكان ورقلة الأصليين ، فقد اتفقوا جميعهم على أنهم ينتمون إلى نبع واحد ، فأصولهم تعود إلى قبيلة بني ورقلان الزناتية البربرية التي تأثرت بالدماء الزنجية .


المســـكن L’HABITAT

فيما يتعلق بنوع السكن ،لم يكن سكان المنطقة على عهد هيرودوت يعرفون الخيمة و أنما كانوا يتخذون مساكنهم من فروع الأشجار المتشابكة ، فإذا ما هجروا المكان تركوا تلك الأكواخ تتلاعب بها الرياح أو تطمرها الرمال . أما الخيمة فالأرجح أنها عرفت مع دخول الجمل إلى الصحراء الجزائرية، فالعلاقة واضحة بينهما، فالخيمة تصنع من وبر الإبل و الجمل هو الحيوان الوحيد القادر على حمل هذا المسكن عبر الصحراء، فاستخدام الخيمة كمسكن و استعمال الجمل كوسيلة تنقل ، مرتبطان.
و إذا كان دخول الجمل سابق للفتح الإسلامي لشمال إفريقية محتمل ، و لكن لم ينتشر استخدامه إلا مع الفتح. فكلمة بيت باللغة الأمازيغية هي " ماياليا " وهي البناء بالحجر ، و هذا يدل على نوع السكن قبل الفتح الإسلامي . أما لفظ "تنتوريا " «Tentoria » فقد ورد عند بعض كتاب القرن الرابع الميلادي ، ومن الجائز أن كلمةTente بمعنى خيمة مشتقة من كلمة Tentoria » . «

اللغة الأمازيغية

العائلة اللغوية : الأمازيغية ، حسب رأي جل الباحثين ، لغة حامية مثل اللغة المصرية القديمة ( الهيروغليفية )و غيرها من اللغات الحامية [1].
اللهجات الأمازيغية : يتفرع عن الأمازيغية ما يقارب 11 لهجة أو تنوعا ، غير أن هذه اللهجات تلتقي و تتحد في القواعد الغوية ( النحو و الصرف ) المشتركة بينها ، بحيث يمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم و يتكلم لهجة أمازيغية أخرى بكل سهولة .
وأهم لهجات الأمازيغية:التارقية و( تقبايليت )القبائلية و ( تاشاويت )الشاوية و( تشلحيت )الشلحية و تاريفيت ( الريفية ) و السوسية و الزواوية و الجبائلية و الغدامسية و السيوية ( في واحة سيوة المصرية )....الخ .
أما اللهجة الورقلية ( تقارقرنت ) فهي زناتية قريبة من الشلحية المنتشرة في جنوب المغرب .



علاقة ورقلــــة بالفينيقيين و الرومان

في فجر التاريخ كانت ورقلة تعيش في معزل عن التيارات الحضارية التي سادت في حوض البحر البيض المتوسط ،ولكن في نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد و مع وصول الطلائع الأولى للفينيقيين و تأسيس قرطاجنة قي تونس و ظهور مملكة نوميديا الجزائرية ، بدأت العلاقات التجارية تتوطد بين هذه الممالك و المناطق الصحراوية ، فقد كانت تجارة العبور ،Transit. » « Le من الصحراء حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط ، نشيطة عبر طريق القوافل المار بورقلة .
إذا كان الكتاب القدماء لم يتعرضوا كثيرا لحركة العبور هذه، فلا يعني ذلك أنها لم تكن حركة نشيطة، و هذا لكون الفينيقيون كانوا يحتفظون بسر التبادل التجاري عبر الصحراء و يعتبرون علاقتهم التجارية مع البلدان الداخلية و الصحراوية ،من الأسرار التي يحرصون على كتمانها عن أمم البحر المتوسط الأخرى .
و مما لا شك فيه أن علاقات تجارية كانت تقوم على نطاق واسع بين الأقاليم الصحراوية و بين الساحل ، و أن حركة القوافل كانت نشيطة بين مدن الساحل و البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى و قد كانت ورقلة في ذلك العهد من أكبر المحطات التجارية في طريق القوافل العابرة للصحراء .
ومما يؤكد وجود مثل هذه العلاقات ، ما تم اكتشافه من آثار فينيقية سنة 1966 في حديقة المستوصف التابع لشركة سونطراك حاليا و قد كانت هذه المساحة و ما جاورها تشكل جزء من مدينة ورقلة الأم قبل تدميرها في عام 1229م .

و من المرجّح أن علاقة ورقلة بالقرطاجنيين لم تتوقف عند التبادل التجاري ، بل تعدته إلى الحياة الاجتماعية و الثقافية ، يرى بعض المؤرخين في أشكال الزخرفة التي تعلو أبواب المساكن التقليدية ، وجه شبه بإلهه قرطاجنة « TANIT » المعروفة بإسم " عشتروت "أو « Héra » ،و التي تحتل مكان الصدارة في معتقداتهم الدينية ،فهي الإلهة-الأم « La déesse –Mère, » ، إلهة الإخصاب ( déesse de la fécondité ) والولادة ،حارسة الزواج و النساء المتزوجات ، و هي راعية المحاصيل الزراعية .و قد أضاف سكان ورقلة إلى جانب هذه الرموز الموروثة عبارات إسلامية كالشهادة و البسملة و آيات من القران الكريم مثل " نصر من الله و فتح قريب " بعد دخولهم في الإسلام كما هو واضح من الصور المرفقة .

أما عن علاقتهم بالرومان، فغياب الشواهد المادية و ندرة الوثائق المكتوبة المتعلقة بهذا الموضوع، تجعلنا نشك في قيام علاقة مباشرة بين الرومان و سكان المناطق الصحراوية إذا ما استثنينا النشاط العسكري المتمثل في إقامة الحصون المشرفة على الطرق الرئيسية بين الصحراء والمناطق الخاضعة لنفوذهم و إرسال الحملات العسكرية إلى الجنوب عبر الطرق الصحراوية، فإذا كانت الطبيعة الصحراوية قد حالت دون التواجد الروماني البشري فيها، فإنه لم يمنعهم من الاستفادة من تجارة الصحراء.
تقرأ في هذا الصدد ما نشرته مجلة LIBYCA في الجزء XX الصادر سنة 1972 ما يلي :

« Un élément de contacte avec Carthage, plus sérieux apparaît dans un objet récolté en 1966 dans les jardins de la clinique des yeux .Une enchâssure de métal contenant des oxydes de cuivre, fortement oxydée, enserre un élément de céramique,dont la face supérieure bombée porte des signes entourés d’un cercle , lui- même doublé d’un tireté Le pr. Leclant qui a déchiffré ces signes « hiéroglyphes » plus ou moins déformés » remarque qu’elles figurent sur un certain nombre de documents égyptisants du domaine sémito-punique. Dans ce cas, ce pourrait être la manifestation carthaginoise la plus méridionale qui son actuellement connue.

Quant à celle du monde romain, on est réduit aux hypothèses ; Ouargla connaissait l’existence du monde romain , de nombreuses monnaies romaines retrouvées dans la région attestent , des échanges, mais l’intervention de celui la fut-elle directe ? on sait qu’en 19 avent Jésus-Christ , Cornellus Balbus dirige une expédition qui partit de la cote des Syrtes pour atteindre Ghadamès et 60 ans plus tard Suetonius Paulinous atteignit probablement les contreforts du Hoggar certains en ont conclu à l’impossibilité pour les Romains d’avoir négligé Ouargla situés nettement plus au nord que Ghadamès .Seule l’inscription latine prétendument trouvée à N’goussa pourrait apporter ,si on le retrouvait ,quelques lueurs en ce domaine. »

جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 5:57 pm


صفحات من تاريخ ورقلة
الفصل الثاني


ورقلة بعد الفتح الإسلامي





OUARGLA après La conquête musulmane



دخول الإسلام إلى منطقة ورقلة .

لا نكاد نعرف شيئا عن ظروف الفتح الإسلامي في منطقة ورقلة ، فالغموض يلف هذه الحقبة من تاريخها وذلك لانعدام الوثائق المدوّنة ، فكل ما كتب يعود إلى ما بعد الفتح بحوالي قرن من الزمن ، و لم يجذ مؤرخو القرن الثاني و الثالث الهجري XI & XII ) ( ميلادي بدا من الاعتماد على الروايات الشفوية ، و لا يخفى على أحد ما يعتري الرواية الشفوية من المبالغة و التشويه و التحريف و لا تخلو من إتباع الأهواء و التحيّز المذهبي أو العرقي ، فضلا عن الوضع و التلفيق ، فتختلط الرواية أو السيرة الشعبية الشائعة بالحقيقة التاريخية فلا نستطيع تميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود .
يقول موسى بن سعيد الأندلسي : " ما كل ما قيل كما قيل . فقد باشر الناس الأباطيل "
فالذي يكتب في ميدان التاريخ مطالب أكثر من غيره بتقديم الدليل و البرهان القاطع على صحة ما يورده من معلومات.
يقول أبن خلدون في مقدمة المقدمة إن الكتابة في التاريخ تحتاج إلى:

" مآخذ متعددة و معارف متنوعة و حسن نظر و تثبيت يفضيان بصاحبها إلى الحق و ينكبان به عن المزلات و المغالط، لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل و لم تحكم أصول العادة و قواعد السياسة و طبيعة العمران و الأحوال في الاجتماع الإنساني ، ولا قيس الغائب منها بالشاهد و الحاضر بالذاهب ، فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم و الحيد عن جادة الصدق ،و كثيرا ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا، و لم يعرضوها على أصولها و لا قاسوها بأشباهها و لا سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار ، فضلوا الحق و تاهوا في بيداء الوهم و الغلط ".
( مقدمـــــة ابن خلدون )

و يقول أبو حاتم الرازي المتوفى سنة 277 هـ :" إذا كتبت فقمش ، و إذا حدّثت ففتش " .
لهذا يتوجب على المهتم بالتاريخ، الرجوع إلى المصادر، و الاعتماد على المراجع،و تقصي الحقائق و البحث عن الشواهد و مقارنة الأثر و الحاضر بوصف الماضي الغابر.
و مما تقدم يتبين ، كيف أنه لا يمكن الركون إلى رواية المتطفلين على التاريخ الجاهلين لأصول التأريخ ، الذين لم يدرسوه دراسة أكاديمية ،و لم يتخرجوا من معاهده المتخصصة ، و لاسيما عندما تقترن الرواية بنية مبيتة ، للتلفيق و التزييف بغرض تحقيق أهداف و نزعات عصبية و مرامي عنصرية .

· إسـلام سكان ورقلة :

كانت قبيلة زناته البربرية الكبيرة من أوائل القبائل في شمال أفريقيا التي دخلت الإسلام ويعلل المؤرخ الفرنسي غوته ذلك بحقيقة وجود تشابه مجتمعي كبير بين قبيلة زناته البربرية وبين القبائل العربية.
و لا يوجد لدينا ما يثبت أو ما ينفي غزو ورقلة من طرف الفاتحين المسلمين الأوائل ولكن الراجح أن أهل ورقلة اعتنقوا الإسلام طواعية ، سلما لا استسلاما، بدليل عدم عثورنا على أيّ آثر يدل على توجيه أي حملة عسكرية ، أو وجود حامية من جيش المسلمين ، و من المحتمل أن يكون الإسلام قد دخل إلى ورقلة عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يعبرون المنطقة في طريقهم إلى بلاد السودان ( جنوب الصحراء الكبرى )، و هذا ما يفسّر سطحية التأثير العربي في هذه المرحلة السابقة للزحف الهلالي في القرن الخامس الهجري .








الحياة الدينية
المذاهب الدينية :

الأغلبية الساحقة من سكان ورقلة على المذهب المالكي السني باستثناء أقلية لازالت على المذهب الإباضي ، و قد تقلص عددهم نتيجة اعتناق مجموعة منهم للمذهب السني و نزوح أعداد كبيرة منهم نحو قرى وادي ميزاب في القرن الثالث عشرة الميلاد .

1- دخول المذهب المالكي لشمال أفريقيا

يقول الأستاذ الدكتور علي محمد محمّد الصّلابي :

" بعد وفاة حملة العلم من التابعين في بلاد شمال إفريقيا ، و استشهاد جل علمائهم في الفتوحات الإسلامية لبلاد الإسبان و جزر البحر الأبيض المتوسط و غيرها ، شعر أهل شمال إفريقيا بقلة العلم الشرعي، لذلك توجهوا صوب بلاد المشرق لطلب العلم و تحصيله ، فاتصلوا بكبار المحدثين و الفقهاء من أمثال: أبي حنيفة النعمان و مالك بن أنس ، و سفيان الثوري ، وكان صاحب مذهب متبوع ،وغيرهم ، ثم عادوا إلى بلادهم و نشروا علم هؤلاء الأئمة رحمهم الله ، فكانت تلك هي البذرة الأولى لظهور المذاهب في المغرب "

و ما أن دخل كتاب " الموطأ " إلى المغرب حتى سارع الناس لقرأته واقبلوا عليه إقبالا منقطع النظير لمّا وجدوا فيه غايتهم المنشودة فهذا الكتاب يجمع بين الأصالة و البساطة ، ومن خلاله تعرفوا على صاحبه الأمام مالك و لم يكونوا يعرفونه من قبل .
صاحب هذا الكتاب ،هو أمام دار الهجرة كان يدرّس طلابه في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلّم، كان رحمه الله شديد الورع يلتزم بالكتاب و السنة و لا يأخذ إلا من الثقاة، لا يفتي إلا بحذر شديد، يتجنب الرأي و التأويل.
يقوم مذهبه على عقيدة أهل السـّنة و الجماعة، معتمدا على كتاب الله و سنة رسوله و منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
وهو القائل: " من طلب الدين بالكــلام تزندق، و من طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب غريب الحديث كذب ".
أشاع رحمه الله بين الناس نور العقيدة السليمة البعيدة عن الأهواء و الانحراف و كان شديدا على من يحاولون ادخل، ما لم يأمر به الله عزّ وجّل على الدين.

2 – الإباضية

آ - العوامل التي ساعدت على انتشار المذهب الإباضي :

يرى الكثير من المؤرخين أن تعسّف ولاة الدولة الأموية تجاه السكان البربر، كان سببا رئيسا في احتضانهم لفرق الخوارج المتطرفة كالأزارقة و الصفرية، و للمذهب الأباضي على وجه الخصوص ، و لعل من أبرز تجلّيات هذه السياسة التعسفية التي أشار إليها المؤرخون ، إرهاق كاهل الأهالي بالضرائب الجائرة ، إذ ظل بعض الولاة يعتبرون بلاد المغرب دار حرب حتى بعد اعتناقهم للإسلام، وقد شعر الخليفة عمر بن عبد العزيز لما تولى الخلافة ، بمعاناة سكان المغرب من البربر فحاول إصلاح الوضع و استعادة ثقتهم في الدولة ، بإرسال إسماعيل بن عبيد الله المشهور بتقواه و ورعه واليا على المغرب الإسلامي ، و أمره بإسقاط الجزية عنهم و بتحرير من استرق من نسائهم ، بيد أن هذه السياسة لم تكن أكثر من سحابة صيف انقشعت بوفاة الخليفة العادل ، عندما قام الخليفة الجديد يزيد بن عبد الملك بعزل إسماعيل بن عبيد الله ، و تعين يزيد بن أبي مسلم خلفا له ، فعاد الظلم و الجور إلى سابق عهده .
و لهذا السبب نجد البربر الذين كانوا يطالبون بتطبيق مبادئ الدين الإسلامي في العدالة و المساواة في الحقوق و الواجبات ، أضحوا أرضا خصبة أستغلها الخوارج و الإباضيون لنشر مبادئهم .و قد وفدت إلى أرض المغرب جماعات من الأزارقة و الصفرية و الإباضية ، تغلغلوا في أوساط السكان الأصليين و كان لهم أثر بعيد في إذكاء غضب البربر على بني أمية غير مدركين أنهم بذلك يؤلبونهم على العرب عامة .

ب - الإباضية في حوض وادي ميـّة :

أدى سقوط الدولة الرستمية إلى هجرة جماعات كبيرة من الأباضية جنوبا فاستقروا في منطقة ورقلة بعيدا عن قبضة الشيعة وعمروا منطقة سدراته الواقعة إلى الجنوب من ورقلة ، فظهرت القرى العظيمة التي عرفت باسم السبع مدن.و بعد سقوط سدرتا و نزوح س تبقى من سكانها ورثت ورقلة الحضارة الرستمية البائدة، وانتشر فيها المذهب الإباضي .


اهتمام المؤرخين العرب بمنطقة ورقلة

اهتم الكثير من المؤرخين و الجغرافيين و الرحالة العرب ، بمنطقة ورقلة وقصورها فكتبوا عن عمرانها و مكانتها الاقتصادية باعتبارها مركزا تجاريا و ملتقى طرق القوافل المتجهة صوب البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ، ولعل أشهرهم العلامة البربري الأصل التونسي المولد عبد الرحمان بن خلدون ( 732 - 808 هـ / 1332-1406 م ) ففي كتابه الشهير المسمــّى " كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر " و المعروف بتاريخ ابن خلدون نجد ذكر ورقلة في العديد من المواقع و قد خصها بفصل كامل عنونه ب: " الخبر عن بني واركلا من بطون زناته و المصر المنسوب إليهم بصحراء إفريقية و تصاريف أحوالهم " نورد جزءا منه فيما يلي :

" بنو واركلا هؤلاء إحدى بطون زناته – كما تقدم – من ولد فريني بن جانا ، وقد مرّ ذكرهم .و إن إخوانهم يزمرتن و منجصة و نمالتة المعروفون لهذا العهد: منهم بنو وركلا وكانت فئتهم قليلة ، و كانت مواطنهم قبلة الزاب ، و اختطوا المصّر المعروف بهم لهذا العهد على ثماني مراحل من بسكرة ،في القبلة منها ميامنة إلى المغرب ، بنوها قصورا متقاربة الخطة ، ثم استبحر عمرانها ، فائتلفت وصارت مصرا. وكان معهم هناك جماعة من بني زنداك من مغراوة ، و إليهم كان هرب ابن أبي يزيد النكاري عند فراره من الاعتقال لسنة خمس و عشرين و ثلاثمائة ، وكان مقامه بينهم سنة يختلف إلى بني برزال بسالات ،و إلى قبائل البربر بجبال أوراس ، يدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية ،إلى أن ارتحل إلى أوراس، و استبحر عمران هذا المصر ، واعتصم به بنو واركلا هؤلاء، و الكثير من ضواغن زناتة عند غلب الهلاليين إياهم على الموطن ، و اختصاص الأثبج بضوحي القلعة و الزاب و ما إليها .
و لما استبد الأمير أبو زكريا بن أبي حفص بملك إفريقية و جال في نواحيها في أتباع ابن غانية ، مرّ بهذا المصر فأعجبه و كلّف بالزيادة في تمصيره ، فاختطّ مسجده العتيق و مأذنته المرتفعة ، وكتب عليها اسمه و تاريخ وضعه نقشا في الحجارة ، و هذا البلد لهذا العهد باب لولوج السفر من الزاب إلى المفازة الصحراوية المفضية إلى بلاد السودان ، يسلكها التجّار الداخلون إليها بالبضائع ، وسكانها لهذا العهد من أعقاب بني واركلا و أعقاب إخوانهم من بني يفرن و مغراوة ، و يعرف رئيسه باسم السلطان ، شهرة غير نكيرة بينهم ، ورياسته لهذه الأعصار مخصوصة ببني أبي غبول و يزعمون أنهم من بني واكير، إحدى بيوت بني واركلا ، و هو بـذا العهد أبو بكر بن موسى بن سليمان من بني أبي غابول ، و رياستهم متصلة في عمود هذا النسب . ............"

تاريخ ابن خلدون - المجلد السابع - دار الكتب العلمية – بيروت - (2006)

و نجد ذكر ورقلة في كتاب : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ([2]) لمؤلفه الشريف الإدريسي و فيه يقول :
.......و بلاد لملم تتصل من شيء من الفواكه الرطبة إلا ما يجلب إليها من التمر من بلاد سلجماسة و بلاد الزاب يجلبه إليهم أهل وارقــــلان الصحراء فإذا عاد النيل إلى حّده باع الناس ما حصل بأيديهم من التمر و تاجر بعضهم بعضا و اشترى أكثره أهل وارقــلان و أهل المغرب الأقصى .

و يحّدد موقع ورقلة "......من أود غشت إلى مـدن وارقلان 31 مرحلة ، ومن جبل نفوسة إلى وارقلان 12 مرحلة ، و من مدينة مسيلـة إلى ورقـلان 12 مرحلة كبار.''

و يصفها و يذكر تجارها الإباضيين قائلا:
" ......و هي مدينة فيها قبائل مياسير و تجار أغنياء يتجولون في بلاد السودان إلى بلاد ونقارة فيخرجون منها التبـر و يضربونه في بلادهم
( و هم وهابية أباضية نكار ، خوارج في دين الإسلام ) .*[3] و من ورقلان إلى غانه 30 مرحلة ومن وارقلان إلى كوغة نحو من شهر .


و كتب أبو عبد الله البكري ( المتوفى 487 هـ = 1094 م ) يصف مدينة ورفلة :

" مدينة طبنـة و حواليها بنو زنراج و منها إلى بهر الغابة ثم تمشي ثلاث مراحل في مساكن العرب وهراوة و مكناسة و كبينة و وارقلة ....

و قال أيضا : " ...فان أردت من تادمكة إلى القيروان فإنك تسير في الصحراء خمسين يوما إلى ورجلان و هي سبع حصون للبربر أكبرها يسمى أغرم ان يكامن ....."

كما نجد أخبار ورقلة في العديد من مؤلفات الكتاب العرب من بينها كتاب: الرحلة العياشية إلى الديار النورانية ، أو ماء الموائد، للعلامة أبي سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المغربي المتوفى رحمه الله سنة 1090هـ.([4]) نورد مما كتبه العياشي عن ورقلة في رحلة ما يلي :


ورقــــلـة في رحــــلـة العيــاشـــي

يقول عبد الله بن محمد العياشي :

"و تراء لنا نخيل واركلا كأنه سحابة وطفا أو ناقة عجفا ينقطع السراب دونه و كثير من الناس لا يفقهونه .فدخلنا واركلا قبل غروب الشمس و نزلنا بباب المدينة المسمى باب السلطان و كان من لطف الله بالحجاج أن صادف دخولنا دخول قافلة من أعراب " الأرباع " قدمت بسمن كثير و غنم و ابل و زرع اشترى الناس منهم ما احتاجوا إليه بأرخص ثمن و قدمت أخرى بعدها بيوم تحمل مثل ذلك أو أكثر فتنعم الناس في اللحم و التمر و السمن و أشترى الحجاج غنما كثيرة حتى كأن تلك الليالي الثلاث التي أقاموها ليالي " منى " من كثرة اللحم
و كان دخولنا لمدينة واركلا عشية الخميس و أقمنا يوم الجمعة و اليومين اللذين بعده و دخلنا المدينة لحضور صلاة الجمعة و صلينا بجامع المالكية وخطب الخطيب بخطبة أكثر فيها اللحن و الخطأ و التحريف و التقديم و التأخير مع إدغام حروفها حتى كأنها همهمة ، فكنت أتخوف أن لا تصلح لنا معه جمعة إن كانت صلاته كخطبته ، فنجي الله،فأحسن في قراءة الفاتحة فظننا أن صلاتنا معه مجزئة ، و دعا في خطبته للإمام المهدي ثم السلطان الأعظم الخاقان الأفخم محمد بن إبراهيم بن مراد ( [5] ) ، ثم لسلطان بلاده مولاي علاهم ( [6] )، فلما فرغ من الصلاة بعثت بعض أصحابنا ليسأله عن المهدي المدعو له في الخطبة أهو المنتظر أم أحد المنتحلين ذلك ممن مضى ؟ فسأله عن ذلك ،فإذا هو لا يفقه شيئا من ذلك و قال : أظنه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فعلمت أنه و جد الخطبة مكتوبة في صحيفة عنده و حفظها كما وجدها إّلا أنه لم يحرر حفظها و نقلها و لعلها من خطب بعض من كان أيام المهدي بن تومرت ([7] ) زاد فيها هو الدعاء للإمامين اللذين في عصره .
ثم بعد الصلاة طلعنا للمأذنة و هي مشرفة على المدينة كلها فنظرنا إلى أطرافها و وسطها و كنا نستقبلها قبل ذلك فإذا هي مدينة لها سبعة أبواب و هي في وسط خط من النخيل و مساحة المدينة بالتخمين نحو نصف فرسخ في مئة محيط بها خندق مملوء ماء من كل جهاتها لا يصل أحد إلى سورها إلا من ناحية الأبواب .
و قد خلا كثير منها بسبب فتنة وقعت قبل قدومنا بنحو شهرين ، وذلك أن طائفة منها هم بيضة البلد و عصبة أهلها اتهمهم الأمير بالقيام عليه فاتفق مع رعيته على قتلهم و أن لا يفلتوا أحد منهم كبيرا أو صغيرا ، فأمر بسد أبواب المدينة ، وتقدم إلى من خارج البلد من الأعراب أن يرتصدوا خارج السور بمن أفلت من البلد قتلوه . فقام عليهم بالسيف بغتة هو و من معه فقتل منهم مقتلة عظيمة نحوا من المائتين و لم يسلم منهم إلا من تسّور جدار السور و لم يلقه الأعراب أو افتدى منهم. و هي فعلة شنيعة عدت من هفوات ذلك الأمير و أسقط ذلك منزلته عند كثير من الناس مع أنه معروف قبل ذلك بحسن السيرة، و أورث ذلك شحناء بينه و بين أخواله أولاد الشيخ أحمد بن جلاب [8]، فإن أمه أخت الشيخ أحمد و كانوا قبل ذلك شيعة له و بهم تمكن من البلد.
ثم لقيت إمام المسجد بعد ذلك و أدخلني إلى منزله وأحضر لي ما عنده من الكتب فإذا عنده أجزاء من الموطأ، و من البخاري و من الأكمل و بعض شراح المختصر و الرسالة [9]، غالبها لم يكمل ، وحبسني لطعام صنعه ،حتى حانت صلاة المغرب . فدخلت المسجد بإزاء داره لصلاة المغرب و هو مسجد متقن الصنعة مجصّص الأرض و الحيطان على بابه أماكن و في جوانبه ، معدة للوضوء و قضاء الحاجة ،و مكان معد لتسخين الماء فأعجبني غاية .
فلما دخل المؤذن كبّر في أذانه أربعا أول الأذان و أربعا آخره فأنكرت ذلك في نفسي إذ القوم في ظني مالكية ، فلما دخل الناس للصلاة ابتدروا زوايا المسجد يتيممون فقلت عجبا ما أولئك كلهم من ذوي الأعذار ، ثم وقع في نفسي أنهم مزابية روافض [10]. ثم سألنا بعد ذلك فإذا المسجد مسجدهم يصلون فيه و هو معروف بهم ، وهم طائفة من الأباضية من أتباع عبد الله بن أباض [11] يوافقون المعتزلة في أكثر عقائدهم كنفي الرؤية [12] و القول بخلق القرآن و يبغضون بعض الصحابة ، وهم كثيرون في تلك البلدة و أصل مادتهم من جبل مزاب فإنهم كلهم روافض و بها علماءهم و هي عند من هو على معتقدهم معظمة . و غريبة هؤلاء الرواقض يسمون أشياخهم بعم فلان ، فيقولون ....... عمي داوود أو عمي إبراهيم .غريبة أخرى أخبرني بها من أثق به من أهل ريغ من أشياخها أنه مر بهم رجل قاصد المزاب فسأله من هو ،فقال من أهل البصرة جئت زائرا البلاد مزاب ، فقبح الله الزائر و المزور ، ورده مأزورا غير مأجور. و سألت بعض الناس عن عدم إنكار والي البلدة عن هذه الطائفة مع أنه ليس على معتقدهم ، فأخبرني أنهم عصبته في حروب تقع بينه و بين أخواله و أعرابهم فلا يقدر أن ينكر عليهم ذلك ، وهذا كله من رقة الديانة و خيانة الأمانة .
لما كان أخر أيام الإقامة سألت صاحبنا إمام المسجد هل في البلد شيء من خزائن الكتب، فأخبرني أن عند الأمير خزانة من الكتب و أنه لا يمنع من أراد الدخول إليها ، فذهبت معه إليه و أدخلنا و رحب بنا و أخبره صاحبنا بما أريد فأدخلني إلى كتيه فإذا عنده نحو أربعين سفرا من جملتها التوضيح [13] و التتائي [14] و بهرام [15] و حواشي على الصغرى[16] و أخرج لنا طعاما و سأل عن مسائل فقهية و له بعض الإلمام بها و جرى في الكلام معه ذكر تعارض الأصل و الغالب .فطلب مني أن أكتب له في ذلك شيئا ، فكتبت له بعد الخروج من عنده ما حضرني من كلام العلماء في ذلك و أوردت له بعض الأسئلة و حضرني عند الكتابة بيتان في مدح هذا الأمير لما شاهدت من حسن خلقه و لين جانبه و هما :
فإن ولاة الأمر في كل بلـدة * كثيرون لكن الأمير علاهــم
علاهم علاهم[17] إذ تحلوا بحلية * من العدل و الممدوح رقم حلاهم

و بعثناها مع صاحبنا إمام المسجد و هذا الأمام يدعى عند أهل بلده بـ : '' بابا سيد '' و أخوه '' سد خير '' و هما معروفان بأولاد الفقيه منصور ، و هما أقرب من رأيت في هذه المدينة بسيرة الطلب و ما أظن أحد منهما يحسن بابا من أبواب أي علم.

ولكن البــلاد إذا اقشعرت * و صوع نبتها رعى الــهشيم

ولأهل هذه البلدة دراهم يتعاملون بها يكثر فيها النحاس، أربعة و عشرون في ربع ريال. و قد أضاف أهل المدينة الركب أربع ليالي ضيافة لا بأس بها .

و في باب المدينة التي نزلنا من قبله خرق كثيرة من صوف و كتان و أكبرها صحيحة لا قطع فيها يصلح للانتفاع و ليس مثلها مما يرمى به في العادة و تعجبنا من كثرتها مع صحتها و لا نعلم السبب في عدم أخذها و تركهم الانتفاع بها وهي لو جمعت لكانت أحمالا .و سمعنا هناك أنها ثياب الموتى و أن من مات ألقيت ثيابه التي عليه عند الموت هناك و لا تمس، و لا نعلم صحة ذلك، و الله أعلم .

و من غرائب هذه البلدة استخراج عيون الماء الغزيرة بحفر الآبار فيحفرون بئرا نحوا من خمسين قامة ثم يصلون إلى حجر مصفح على وجه الأرض فينقرونه فإذا نقبوه فاض منه الماء فيضانا قويا و يطلع كذلك بسرعة إلى فم البئر و يصير عينا...........فإن لم يتدارك الحافر بالجذف أغرقه الماء. و متى احتاجت العيون إلى الكنس حصلت لمتعاطي كنسها مشقة كثيرة و ربما تركوها بلا كنس للمشقة فتندثر.و قد أخبرني من أصحاب من عاين كنسهم للعيون بأمر غريب ، وكذلك عيون أهل وادي ريغ.
ثم ارتحلنا من واركلا يوم الاثنين ونزلنا ببلدة قريبة منها على نصف مرحلة تسمى ''مكوسا ''و هم من طاعة وادي ريغ لا من طاعة واركلا قلما نزلنا منعوا الحجاج من الدخول و اتهموهم أنهم اتفقوا مع سلطان واركل على أن يأتي أصحابه في وسط الحجاج كي يدخلوا الباب خديعة و زعموا أنه أتفق معهم على أن يأخذ هو الأموال و يأخذ المغاربة البلد ليسكنوها و هذا من قلة عقولهم و بلههم كيف يتوهمون أن أناسا تركوا أهلهم و أموالهم و ديارهم ابتغاء وجه الله يرضون بسكنى هذه البلاد التي لا يسكنها إلا من ضاقت عليه البلاد.و بات أهل البلد يحرسون تلك الليلة و هم في أشد ما يكون من الحقد على أهل واركلا ينتظرون قدوم العسكر من أميرهم المريض فيزحفون إليها معتقدين أن أموالهم و دمائهم حلال و أنهم كفار بسبب الفعلة المتقدمة و قد سألت البعض منهم هل يذهب أحد منكم هذا العام للحج فقال لي من ذا الذي يذهب هذه السنة للحج و يدع الجهاد في باب داره فلا تظن أن أهل البلد يشتغل بشيء هذا العام إلا بالجهاد فاستغربت ذلك كثيرا و سبب توهمهم المتقدم في الحجاج أن بعض صعاليك الحجاج ممن قصد التمعش جلسوا عند سلطان واركلا و خدموا عنده و أعطوهم سلاحا فبلغهم ذلك فظنوا أن الركب كلهم متفقون معهم على ذلك ثم ارتحلنا من هنا قاصدين وادي ريغ ".[18]

خـــــلاصة و تعليق :

* المؤلف:
هو أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المتوفى سنة 1090هـ/1679م، والعياشي نسبة إلى آيت عياش قبيلة من البربر تتاخم بلادهم الصحراء من أحواز سجلماسة من أعيان علماء المغرب وقد حج ثلاث مرات أعوام 1059هـ ـ 1064هـ ـ 1072هـ. و عن الحجة الثالثة ألّف رحلته، وقصد أن تكون ـ إلى جانبها الموضوعي ـ ديوان علم، وبذلك طالت حتى استوعبت سفرين.. وتعرف بالرحلة الكبرى، وتحمل عنواناً هو (ماء الموائد)، وله رحلة تعرف بالرحلة الصغرى، وربما حملت عنوان (التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الظروف إليه في طريق الحجاز ).
و يقول عنه الدكتور ''مولاي بلحميسي ''( رزق العياشي الدقة في الملاحظة و الميل إلى الاستطلاع وروح المقارنة و ساعدته منزلته الاجتماعية على كسب المعلومات و الأخبار و العثور على ما فات غيره من الكتب و الوثائق ، وقد سجل في رحلته معلومات دقيقة مفيدة و دوّن فيها ما لا يوجد في الرحلات الأخرى من أخبار البلاد و العباد ).

* رحلة العياشي :
الرحلة العياشية إلى الديار النورانية أو ماء الموائد للعلامة أبي سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المغربي المتوفى سنة 1090 هـ ،وهي كما قال الكتاني نقلا عن المسناوي في كتابه ''جهد المقل القاصر '':
'' جمة الفوائد , عذبة الموارد , غزيرة النفع , جليلة القدر , جامعة في المسائل العلمية المتنوعة ما يفوت الحصر , سلسه المساق والعبارة, مليحة التصريح والإشارة) , وقد طبعت قديما طبعة حجرية 1316 هـ بفاس ,نسختنا الازهرية من الرحلة العياشية كتبها أحمد بن الكبير بن احمد بن أبي جمعة الماسي المراكشي بتاريخ سنة 1029 هـ أي 61 سنة بعد وفاة مؤلفها ''رحمه الله .

وتعد رحلة العياشي (ماء الموائد) من أهم الرحلات وأكثرها انتشاراً، لأنها أكثر مادة وتنوعاً، وقد طفق الرحالون من اللاحقين ينقلون عنها من دون أن يرجعوا إلى مصادر أخرى أحياناً.
وهذه الرحلة كتبها لتلميذه أحمد بن سعيد المجيلدي وهو في بدء طريقه للحج سنة 1068هـ/1658م حيث زوَّده بإرشاد عن الأمتعة التي يصحبها معه، وعن طريق الحج ومنازله وعرَّفه بمراكز المياه الصالحة، وبالمشتريات النافعة مع الأعلام الذين يأخذ عنهم والمزارات التي يقصدها.وقد ترجمها إلى اللغة الفرنسية الأستاذ محمد الأخضر. وتعد رحلة العياشي (ماء الموائد) من أهم الرحلات المغربية وأكثرها انتشاراً، لأنها أكثر مادة وتنوعاً، وقد طفق الرحالون من اللاحقين ينقلون عنها من دون أن يرجعوا إلى مصادر أخرى أحياناً.
· أهمية النص :
كانت زيارة العياشي لورقلة في مطلع شهر يناير ( جانفي ) سنة 1663م أثناء رحلته الثالثة للحج ، وسجل ملاحظات مفيدة لنا في عصرنا هذا، أطلعتنا على معلومات دقيقة في شتى نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية و الثقافية، لا نجدها في كتابات غيره من المؤرخين و الرحالة الآخرين .
فهو يصف المدينة : بأن لها مساحة معتبرة ( نحو فرسخ في مثله ) وهي وسط واحة من النخيل يحيط بها من كل جهاتها خندق مملوء ماء و سور له سبعة أبواب لا يصل أحد إليها إلا من ناحية الأبواب .


1. الجانب الاقتصادي :
فهو يصف وقت دخول قافلة الحجيج ومصادفته لدخول قافلة تجار من الأعراب محملة بمختلف أنواع البضائع ،ثم تلتها قافلة أخرى بعد أيام قليلة ، مما يوحي إلينا بأن ورقلة لازالت حتى ذاك الزمن مركزا من أهم المراكز التجارية فضلا عن كونها محطة هامة لقوافل المسافرين العابرة للصحراء ، رغم أن زيارة العياشي لورقلـة كانت في القرن السابع عشرة أي في مرحلة التراجع و التقهقر ، فهي لازالت تحتفظ ببعض قوتها و لاسيما في المجال الاقتصادي، فالتجارة مزدهرة و الأسواق رائجة بضاعتها ، و طرق المواصلات أمنة ، و أهلها يتعاملون بنقود خاصة بهم " : ولأهل ورقلة هذه البلدة دراهم يتعاملون بها يكثر فيها النحاس، أربعة و عشرون في ربع ريال.""
و الزراعة أيضا مزدهرة ، يدل على ذلك اهتمام الفلاحين بحفر الآبار و تنظيم الرّي .:" و من غرائب هذه البلدة استخراج عيون الماء الغزيرة بحفر الآبار فيحفرون بئرا نحوا من خمسين قامة ثم يصلون إلى حجر مصفح على وجه الأرض فينقرونه......."
و نجد في النص إشارة إلى حياة الرفاهية التي كان فيها سكان مدينة ورقلة آنذاك .

2 _ الجانب الديني و الثقافي :
ثم ينتقل العياشي إلى سرد الوضع الديني للمدينة المنقسمة مذهبيا إلى طائفتين هما : أتباع المذهب المالكي ، و الأباضية ، مشيرا في سياق حديثه إلى تدني مستوى إمام المسجد . نفهم من النص أن الحياة الفكرية في هذه المرحلة لم تكن في مستوى المكانة الاقتصادية التي تمتعت بها المدينة ، ففي النص ، الكثير من الإشارات الدالة على جهل الإمام بأبسط الأمور الدينية فضلا عن الأمور الأخرى .فالإمام الذي صلى وراءه العياشي صلاة الجمعة أثناء إقامته بورقلة صورة لهذا الواقع المؤلم ، فهو يلحن في خطبته و يكثر فيها من التحريف ......و لا يحسن إلا قراءة الفاتحة و جهله بالتاريخ لا يقل عن جهله بقواعد اللغة فهو يجمع في دعائه لسلطان المدينة الأمير علاهم و محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين الملقب بالمهدي[19] الذي عاش في القرن الحادي عشر. و هو لا يعترف بجهله فيجيب السائل عن المهدي بقوله: " أظنه النبي صلى الله عليه وسلم " و هذا شأن الكثير من أدعياء العلم عندنا حتى يومنا هذا.
و أخو الإمام الذي سيخلفه في الإمام كما جرت العادة ، لا يقل عنه جهلا، رغم أنهما معروفان بأبناء الفقيه أي أن أباهما كان من قبل إماما ، فهم يتوارثون الإمامة أبا عن جد ،و قد عبّر عن ذلك العياشي أبلغ تعبير بالبيت الشعري التالي :

'' ولكـن البـلاد إذا اقــشعـرت و صوع نبتهـا رعى الــهشيم ''

إلا أنه لا ينبغي أن نعمم هذا على جميع المراحل التاريخية فهذا الوضع لم يكن سائدا في مراحل الازدهار التي عرفتها ورقلــة من قبل ، فقد شاهدت نهضة فكرية مستنيرة وأنجبت أعلاما في الثقافة والإبداع الديني و الأدبي مثل : أبو زكريا يحي بن أبي بكر الورجلاني ، المتوفي سنة 471 هـ - 1078 م. صاحب كتاب '' السيرة و أخبار الإمامة '' الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية . و أبو يعقوب يوسف الورجلاني المتوفى سنة 566 هـ - 1174 م صاحب كتاب '' الدليل و البرهان ''، وغيرهما كثر. و لكن الوضع الثقافي تدهور بعد ذلك بسبب إهمال التعليم و اقتصاره على تحفيظ القرآن الكريم دون شرح أو فهم على يد معلمين محدود الثقافة، و الاعتماد على الأئمة الوافدين المدّعين للعلم و النسب القرشي يتوارثون منصب الإمامة أب عن جد دون مراعاة للكفاءة.

3- الأوضاع السياسية :
يظهر من نص العياشي ،أن ورقلة كانت في القرن السابع عشر تتمتع باستقلالية في تسيير شؤونها السياسية ، فقد كان يحكمها أمير هو '' مولاي '' علاهم '' تربطه صلة قرابة بحكام مدينة تقورت من بني جلاب، يتمتع بشيء من الثقافة فهو يمتلك خزانة من الكتب في قصره تحوي نحو أربعين مجلد و له بعض الإلمام بالمسائل الفقهية .و يشهد العياشي بما لمسه من حسن خلق هذا الأمير و لين جانبه، فمدحه ببيتين من الشعر، و ما أراه منافقا في ذلك المدح.
لقد صادفت زيارة العياشي نجاة الأمير علاهم من مؤامرة دبّرها ضّده أفراد من حاشيته من الأعيان و الأشراف و كانوا قد تبعوه عندما أستقدمه سكان ورقلــة من مدينة فاس، كانوا يتمتعون بامتيازات،وسلطة واسعة ، عاشوا حياة الترف و البذخ، اقتطعوا لأنفسهم الأراضي و البساتين ، وجمعوا ثروات ضخمة من عائدات الإتاوات التي كانوا يفرضونها على السواد من الناس ، و أصبحوا جماعة ضاغطة يحسب لها ألف حساب ، يشكلون طبقة إقطاعية مهيمنة على مقاليد الأمور، و لما أراد الأمير الحــد من نفوذهم ،خافوا على مصالحهم فتأمروا عليه لخلعه ، و لكنّه كشف كيدهم و استعان برعيته من عامة الشعب فوقفوا إلى جانبه و انحازت إليه مختلف الطوائف من رعيته :سكان المدينة الأصليون، و أتباع المذهب الأباضي(فهم عصبته ....) و العشائر البدوية فقد كان محبوبا لديهم لعدله و سماحة أخلاقه و أعانوه على الفتك بالمتآمرين قبل تنفيذ مؤامرتهم و بفضل مساعدة السواد من الناس حافظ الأمير على سلطنته واستمر الحكم في أسرته لأكثر من قرن و نصف من الزمن حتى سنة 1849 م.
و قد نجحت خطته المحّكمة التدبير بمساعدة القبائل البدوية النازلة تحت أسوار المدينة، و لكن العياشي فاتته هذه الأمور الداخلية و لم ير من الواقعة سواء جانبها الدموي، فهو يصفها بقوله:" و هي فعلة شنيعة عدت من هفوات ذلك الأمير و أسقط ذلك منزلته عند كثير من الناس مع أنه معروف قبل ذلك بحسن السيرة " فالعياشي نفسه لمس ( حسن خلقه و لين جانبه ).
ويشير العياشي إلى أن هذه الحادثة كانت سببا في توثر العلاقة بين الأمير ''علاهم '' و أخواله من بني جلاب حكام تقورت ، و الحقيقة أن التنافس بين الأسرتين كان قديما بسبب الطموح لمد النفوذ و الهيمنة على المنطقة و كذلك كان الأمر مع أولاد بابية حكام '' النقوســة '' فكانت هذه الحادثة ذريعة لإشعال فتيل العداوة بينهم .
و يذكر العياشي أن الأمير علاهم كان متسامحا مع أتباع المذهب الأباضي فلا ينكر عليهم مذهبهم ''مع أنه ليس على معتقدهم '' و أعتبر ذلك من رقة الدين و خيانة الأمانة ، و هنا نلاحظ تحامل العياشي على ّ الأباضية فهو كغيره من علماء ذلك العهد يعتبرون الأباضية خوارج عن الدين و الملة . و في هذا الصدد يقول : دكتور إبراهيم بحاز : في كتاب " مشوهات الإباضية، نظرة من الداخل والخارج ..

" .......... وهو من المذاهب التي كانت الفتنة عليها ولم تكن لها، وعملت السياسة على تشويهه ليس لأنـَّها تعرفه أو تعرف أصوله، وإنما العكس تماماً، فهي لا تعرفه ولا تعرف جذوره، كما لم يعرف الكثير من العلماء حقيقته، جهلوا الكثير عنه، وعملت الإباضية بفلسفتها، على ترك الناس ساستهم وعلمائهم وعوامهم، وشأنهم فيما يقولون عن الإباضية، ابتداءً من التسمية، فالتصنيف إلى كتلة الخوار ..........''

و في نص العياشي إشارة إلى تأزم العلاقات بين ورقلة وجيرانها مشايخ النقوسة و سلاطين وادي ريغ , إلى حد الشك في كل من يتصل بسلطنة ورقلة حتى الحجيج و هذا راجع بلا شك للتنافس حول الزعامة و بسط النفوذ ، و ما (الفعلة) كما يسميها العياشي أي حادثة تخلّص أمير ورقلة من خصومه إلا ذريعة مثلها مثل حادثة المروحة .أستند إليها البابية و بنو جلاب لتحقيق أطماعهم ، و قد انكشفت نواياهم جلية بعد ذلك في منتصف القرن التاسع عشر لما بلغ بهم الأمر إلى درجة التعامل مع الفرنسيين المحتلين ضد سلطنة ورقلة .
صفحات من تاريخ ورقلة
الباب الثاني

جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 6:00 pm

منتديات نور ورقلة

الفصل الأول




لنسيج البشري و العمراني


صفحات من تاريخ ورقلة
المعطيات البشرية
Donnés Anthropologiques


أصــل التسميـــة

الإسم الذي عرفت به ورقلـة قبل الإحتلال الفرنسي هو : وارقلان ، أو وارقلا.و تعود تسميتها بهذا الإسم حسب ما ذهب إليه أبن خلدون إلى قبيلة بني وارقلان الزناتية البربرية و هو أرجح الأقوال و اختلفت كتابة أحرفها عند الكتاب العرب اختلافا بسيطا
1. كتبها البكري : واحة بني وارجلان ( وارجـــلن ).
" هي سبعة حصون للبربر أكبرها يسمى ( أغرام إن يكمن ) أي حصن العهود .
2. وكتبها الإدريسي : وارقــــلان ، بالقاف لا بالجيم ."
" هي مدينة فيها قبائل مياسير و تجار أغنياء و بلاد ونقـارة فيخرجون منها التبر( الذهب ) يضربونه في بلادهم ......."
3. كتبها الدرجيني : وارجـــلان في طبقاته و هو من أهل بلاد الجريد التونسية ، و من علماء الإباضية في القرن السابع الهجري
4. وذكرها ياقوت الحموي (626هـ ) في معجمه الجغرافي الجامع و كتبها هكذا : ورجلان ، بدون ألف بعد الواو و ضبطها قائلا " بفتح الواو و سكون ثانية و فتح الجيم و آخره نون . هي كورة بين إفريقية و بلاد الجريد ضاربة في البر كثيرة النخيل و الخيرات يسكنها قوم من البربر و مجانة ، و إسم مدينة هذه الكورة (فجـوهة ) و الكورة في اصطلاح أهل الجغرافيا هي عبارة عن الصقع المشتمل على قرى و محال كثيرة .
5. و جاء ذكرها في تاريخ بن خلدون : واركلان و ( واركلي ) .مكتوبة بالكاف .
أما العياشي فقد كتبها كذلك بالكاف (المعقودة ) واضعا ثلاثة نقاط أسفله إشارة منه إلى اختلاف نطقه عن الكاف المعهودة و هو حرف بين الكاف و الجيم أو القاف كثيرا ما يجيء في لغة البربر . وحرف الجيم لا يوجد في اللهجة الوارقلية ، لذا فكثيرا ما يخلط بين الجيم و الزاي .ولكننا بالمقابل نجده في اللهجة المزابية التي يتكلم بها سكان وادي مزاب. لهذا أعتقد البعض أن أصل التسمية ورجلان (بالجيم) كما وردت في المؤلفات الإباضية .

و قد كتب الفرنسيون أسم ورقلة : OUARGLA [20] و هذه الكتابة بالأحرف اللاتينية أقرب لنطقها المعهود عند الكتاب العرب أما سكان ورقلة فينطقونها : OUARGREN فالأرجح أن الفرنسيين سبق لهم الاطلاع على مِؤلفات المؤرخين العرب و ما كتبوه عنها قبل احتلالهم لها . لذا كتبوها كما ينطقها العرب.
أما Jean DELHEURE فيذكر عن تسمية ورقلة ما يلي :

« Le nom de Ouargla ,qui se dit en berbère ( Wargren ) pourrait venir de la WA – Ragren , = celui qui étant barricadé dans ses remparts et ses fossés .
Celui , c’est l’ amazdagh (أمزداغ ) la cité ; la ville, le lieu ou l’on habite. Dans le toponyme· Wargran c’est la forme ancienne avec G occlusif et non Z moderne qui est visible et conservée.


و يختم القس " Jean DELHEURE" كلامه عن سكان ورقلة بهذا الحديث :

« En terminant, Monsieur, je répéterai une parole que j’aime : le cœur des Ouarglis est comme le sable du désert ; il parait sec, il rebute : mais empoigne ta sape, qui n’est autre que ta sympathie à leur égard, creuse la terre, c’est –à - dire fréquente –les, fais-leur du bien de façon désintéressée, aime leur langage et leur mentalité.













النســــيج البــــــشري


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

سورة الحجرات :13

يتميز سكان ورقلة بالتنوع الكبير من حيث الأصول الإثنية ( العرقية ) ولون البشرة ، ولا عجب في ذلك، فقد كانت منطقة ورقلة دوما ملتقى الحضارات ،و البوتقة التي انصهرت فيها أجناس عدّة وفدت إليها من الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب منذ أقدم العصور،و يتكون النسيج البشري في هذه المرحلة من العناصر التالية :

ـ أولا : العنصر البربري

أول من سكن منطقة ورقلة من الأجناس المتبقية ، هم بنو ورقلان الذين ينتسبون إلى قبيلة ورقلان إحدى بطون قبيلة زناتة البربرية ،و هي قبيلة تحضّرت منذ فجر التاريخ بعد أن تخلّت عن حياة الترحال الذي عرفته من قبل ، و هم الذين أسسوا قصر ورقلة العتيق و أطلقوا عليه اسم قبيلتهم وهو لازال عامرا بخلفهم إلى يومنا ، هذا ما يؤكده العلامة أبن خلدون في كتابه الشهير " ديوان العبر ...... " في الفصل المعنون ب:" الخبر عن بني واركلا من بطون زناتة و المصر المنسوب إليهم بصحراء أفريقية و تصاريف أحوالهم " حيث يقول :

" بنو واركلا هؤلاء إحدى بطون زناتة .......وإن إخوانهم يزمرتن و منجصة و نمالتة المعروفون لهذا العهد : ومنهم بنو واركلا ، وكانت فئتهم قليلة، و كانت مواطنهم قبلة الزاب، واخطّوا المصّر المعروف بهم لهذا العهد على ثماني مراحل من بسكرة،على القبلة عنها ميامنة إلى الغرب.بنوها قصورا متقاربة الخطة ،ثم استبحر عمرانها، فأتلفت و صارت مصرا........"
تاريخ ابن خلدون ج7
والبربر قبائل كثيرة وشعوب جمة، وهي هوارة وزناتة وضرية ومغيلة وزيحوحة ونفزة وكتامة ولواتة وغمارة ومصمودة وصدينه ويزدران ودنجين وصنهاجة ومجكسة وواركلان وغيرهم.
والبربر أقدم أمة عرفها التاريخ في الشمال الإفريقي ولا خلاف في ذلك ، إنما الاختلاف بين المؤرخين العرب في تفسير لفظة ( البربر ) فمنهم من أعطاها تفسيرا لغويا ، لأن لغة البربر غير مفهومة لديهم فقيل لهم :" ما أكثر بربرتكم" ومنهم من أعطاها تفسيرا آخر فيرى أن اسم البربر نسبة إلى أحد أبائهم البعيدين و هو (بر بن قيس عيلان )و لكن أكثر الكتاب يرفضون هذا الرأي و منهم ابن خلدون الذي أستقر رأيه على أن البربر من ولد كنعان بن حام بن نوح أي أن البربر حاميون أفريقيون بينما العرب ساميون . وكذلك ابن حزم الذي ينفي انتماء البربر لحمير و ينكر قطعا هجرتهم من بلاد اليمن أو الجزيرة العربية عموما، فهو القائل : "......وهذا باطل لاشك فيه،و ما علم النسابون لقيس ابنا اسمه ( بر ) أصلا ،و لا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في أكاذيب مؤرخي اليمن " فالبربر إذن ليسوا من أصول عربية مثل ما يرّوج بعض الكتاب المعاصرين ، مستغلين التشابه الكبير بن الرجل العربي و البربري في الملامح و أساليب المعيشة وهذا أمر طبيعي فشبه الجزيرة العربية امتداد طبيعي لبلاد المغرب ، وطبيعة بلاد المغرب و مناخها تشبه بلاد العرب و لاسيما في جزئها الجنوبي حيث يغلب على أهلها الطابع الصحراوي [21] .
أما زناتة فهم على الأغلب من سكان الصحراء القدامى المعروفين بالليبين ( الليبون Lebu = ) وذهب عدد كبير من المؤرخين إلى أنهم قد أقبلوا من الجنوب من إفريقيا المدارية عبر الصحراء الكبرى و من حوض نهر النيل بصفة خاصة و هذا ما يفسّر لون بشرتهم الداكن .
و ابن خلدون تكلم بإسهاب عن (زناتة) و افرد لهم القسم الأول من المجلد السابع من تاريخه

° هذا الجيل في المغرب جيل قديم العهد معروف العين و الأثر............وموطنهم في سائر مواطن البربر بإفريقية ،و المغرب , فمنهم ببلاد النخيل مابين غدامس و السوس الأقصى ، حتى أنّ عامة تلك القرى الجريدية بالصحراء منهم كما ذكره ......
° وأما نسبهم بين البربر فلا خلاف بين نسّابتهم أنهم من ولد شانا و إليه نسبتهم.........".


و في هذا السياق، كتب الدكتور حسن مؤنس صاحب كتاب " تاريخ المغرب وحضارته :

" أما البتر الزناتية فهم البدو الذين أقبلوا من داخل القارة و استقروا في برقة و طرابلس ، ثم انتشروا في أقاليم الجريد و القبلات و الصحارى المحيطة بالمغرب من الجنوب و قد اختلطوا إلى درجة كبيرة بمن كان في المغرب قبلهم من البربر، و لكن مجموعاتهم الكبرى ضلت في هذا الموضع......."

ونقرأ في كتاب الدكتور أحمد نجاح أستاذ التاريخ بجامعة السربون :

« ….Nous avons signalé qu’au début de l’histoire, notre région était occupée par les Berbères nomades et semi-nomades………
A en crois Ibn –Khaldoun, ce père de l’histoire du Maghreb, toutes les fractions qui peuplaient le Sahara septentrional appartenaient à la grande tribu des Zénatas…….. »
Dans les temps les plus reculés, les Zénatas ont habité nos régions sahariennes et étaient représentés par la grande famille des Meghraoua, qui comprenait les tribus des Senjas,Righa (Ouled Righ ) ,Laghouat , Béni-Ouerra. On sait que Les Righa peuplent l’Oued Righ et les laghout occupent la région qui porte leur nom………
Les Senjas et les Béni-Ouerra s’établirent, selon toute probabilité, dans le Souf avec quelques autres tribus…….
Jusqu’à l'arrivée des Arabes, ces tribus habitèrent le pays avec leurs coutumes et leurs mœurs, dans certaines sont restées en usage dans la plupart des régions sahariennes…… »
Ahmed NAJAH : Le souf des Oasis

الخلاصة : مما سبق نستخلص ما يلي :
1. بنو ورقلان هم من بنى مدينة ورقلة لا شك في ذلك فأسمها من اسم قبيلتهم .
2. سكان ورقلة الأصليون بربر من قبيلة زناتة
3. كان الزناتيون في بداية أمرهم رحّل هاجروا من المناطق المدرية الأفريقية و وادي النيل ،عبر الصحراء الكبرى.
4. أختلط الزناتيون بمن سبقهم من البربر في مناطق مختلفة من شمال إفريقيا و لكن أغلبهم أستقر في الواحات الصحراوية و تخلوا عن حياة الترحال جزئيا أو كليا.
5. سكنت القبائل الزناتية قبل حلول العرب مناطق عديدة من الصحراء مثل الأغواط و وادي ريغ و وادي سوف ....ولازالت هذه المناطق تحتفظ بالكثير من العادات و التقاليد البربرية ، رغم التأثير العربي القوي .
6. ورقلة ظلّت محافظة على هويتها البربرية حتى بعد الزحف الهلالي خلافا لمعظم نواحي الصحراء الشمالية مثل منطقة الأغواط و وادي سوف و الزاب ، التي تعاظم فيها التأثير العربي و استعرب سكانها الأصليون ،و ذابوا شيئا فشيئا في الوافدين الجدد. أما ورقلة و بعض النواحي بوادي ريغ مثل تماسين و بلدة عمر فقد تجنّبت هذا المصير.فلازال سكنها محافظين على هويتهم و ثقافتهم البربرية ، يتكلمون لهجتهم الأصلية المشتقة من اللغة الأمازيغية حتى يومنا هذا .و لعل هذا الأمر يعود لكونهم قد عرفوا حياة المدنية و تخلوا عن الترحال و البداوة زمنا طويلا قبل حلول العرب بأراضيهم .

ـ ثانيا : العنصر العربي

القبائل العربية الأربعة التي وفدت إلى منطقة وادي ميّة على فترات متباعدة نسبيا ابتدأ من القرن الخامس الهجري ( الحادي عشر ميلادي )، هي الشعانبة و المخادمة و أولاد سعيد و بني ثور. و تعود جذور هذه القبائل كلها إلى نسل بني هلال و بني سليم و القبائل العربية البدوية الأخرى التي نزحت إلى بلاد المغرب الأوسط ( الجزائر ) و صحرائها عبر بلاد برقة و طرابلس ( ليبيا ) و إفريقية ( تونس ) وبلاد الجريد .

بنو هلال و بنو سليم :

بنو هلال بن عامر بن صعصعة و بنو سليم بن منصور هم عرب كانت مضاربهم في ارض الحجاز و الشام اضطرهم القحط للنزوح إلى مصر حيث نقلهم الخليفة الفاطمي العزيز إلى الصعيد .
يجمع المؤرخون على أن هؤلاء الأقوام اشتهروا في صعيد مصر بإثارة القلاقل وإشاعة الفوضى مما جعل الناس ينفرون منهم ، لهذا أستغل الخليفة الفاطمي الفرصة لمّا خرج المعز بن باديس عن ولائه فسمح للهلاليين بعبور النيل وبذلك يصيب عصفورين بحجر واحد ، التخلص من عرب بني هلال وبني سليم ، ومعاقبة المعز بن باديس فقذفهم على بلاده ليرهقوه انتقاما منه ، .فكان هذا سبب اجتياحهم بلاد المغرب.
نزلت الموجة الهلالية الكبيرة الأولى ببرقة الليبية سنة 442 هجرية ( 1050 م ) و اكتسحوها اكتساحا ووجدوا أمامهم أراضي شاسعة تصلح للمرعى فاستقروا بها ، ثم أرسلوا إلى من تخلف من قومهم ليلحقوا بهم .
و نجد في القسم الأول من المجلد السادس من تاريخ العلاّمة ابن خلدون أخبار عن دخول العرب من بني هلال وسليم إلى ارض المغرب.
يقول إبن خلدون و هو اعرف الناس بأمرهم:

" كانت بطون هلال و سليم من مضر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية ، و كانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من قفر الحجاز بنجد. فبنوا سلبم مما يلي المدينة، و بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف.و ربما كانوا يطوفون رحلة الصيف و الشتاء أطراف العراق و الشام ،فيغيرون على الضواحي و يفسدون السابلة ، ويقطعون على الرفاق و ربما أغار بنو سليم على الحاج أيام الموسم بمكة و أيام الزيارة بالمدينة المنورة .و ما زالت البعوث تجهّز و الكتائب تكتب من باب الخلافة ببغداد للإيقاع بهم وصون الحاج من معرّات هجومهم. ثم تحيّز بنو سليم و الكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم، وصاروا جندا لهم بالبحرين و عمان ."
وفي فقرة أخرى يقول :

"........و أمر العرب البادية أسهل من أمر صنهاجة الملوك فتغلبوا على هديه وشورانه.............فبعث المستنصر وزيره على هؤلاء الأحياء سنة إحدى و أربعين ، و أرضخ لأمرائهم في العطاء و وصل عامتهم بعير و دينار لكل واحد منهم ،و أباح لهم أجازة النيل . و قال لهم : لقد أعطيتكم المغرب، و ملك المعز بن بلكين الصنهاجي العبد الأبق فلا تفتقرون ، وكتب البازوري إلى المغرب : أما بعد فقد أنفذنا إليكم خيولا فحولا ، وأرسلنا عليها رجالا كهولا ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، فطمعت العرب إذ ذاك و أجازوا النيل إلى برقة ، نزلوا بها و افتتحوا أمصارها و أاستباحوها و كتبوا لإخوانهم بشرقّي النيل يرغبونهم في البلاد، فأجازوا إليهم بعد أن أعطوا لكل رأس دينارين فأخذ منهم أضعاف ما أخذوه،و تقارعوا على البلاد : فحصل لسليم الشرق و لهلال الغرب و خرّبوا المدينة الحمراء و أوجدابية و اسمرا و سرت .
و أقامت هيب من سليم و أحلافها رواحة و ناصرة و غمرة بأرض برقة .و سارت قبائل دباب و عوف و زغب و جميع بطون هلال إلى إفريقية كالجراد المنتشر ،لا يمرون بشيء إلاّ أتوا عليه، حتى وصلوا إلى إفريقية سنة ثلاث و أربعين .
"....... و تمرست بمادائنها بادية العرب و تابعتهم فتحيفوها غارة و نهبا ، إلى ان فسدت فيها مذاهب المعاش، و انتقض العمران فخّربت ....."[22]

أما "CH.- André JULIEN" فيصف الاجتياح الهلالي لبلاد المغرب في كتابه الشهير « Histoire de L’Afrique du Nord. » ،بالعبارات التالية:

« …. Le calife avait accueilli avec humeur la rupture proclamée par el-moeizz. Il se vengea en lançant sur L’Ifriqiya les arabes pillards Beni – Hilal, qu’il avait dû interner en haute - Egypte pour leurs méfaits. Il faisait coup double, en se débarrassant d'hôtes extrêmement gênants et en punissant un rebelle.
« Les Beni Hilal suivis bientôt des Solaim, qui ne valaient pas mieux, s’empressèrent d’user largement de la permission Ils se ruèrent sur L’Ifriqiya, vainquirent l’émir, qui avait espéré trouver en eux des auxiliaires contre les Hammadides, saccagèrent Kairouan et ravagèrent le pays. » semblables à une armée de sauterelles........»
و كتب الدكتور أحمد نجاح في كتابه « Le Souf des Oasis »

« Enfin, après un long périple, des randonnées et chevauchées collectives ,des hilaliens se sont fixés dans la région du souf, transportant leur tentes ,poussant leurs troupeaux , de la frontière tripolitaine au sud tunisien et de Ghadamès jusqu’au pied des monts Nememchas en débordant vers l’Ouest jusqu’à Oued Mey. »






القبـائل العربيـــة التي استقرت بمنطقة ورقلة :

و هي كلها تنحدر – كما سبق أن أشرنا - من أحفاد بني هلال و بني سليم ،كانت تجوب الصحراء و تتصل بمنطقة وادي ميّـة ،ثم استقرت في حوض ورقلة على مراحل.

* قبيلة الشعانبة بوروبة :

و صلت هذه القبيلة إلى منطقة واد ميّة لأول مرّة في القرن الثاني عشر ميلادي ، وهي من أكبر القبائل البدوية عددا ينتمي إليها أولاد إسماعيل و أولاد أبو بكر و دري و أولاد فرج و أولاد سعيد و أولاد زايد. ويقطن أولاد عمومتهم المنيعة و متليلي.
تتنقل هذه القبيلة عبر فضاء واسع يمتد من تماسين شمالا إلى عين صالح جنوبا و تصل حتى سفوح جبال القصور غربا . في هذا المجال الحيوي الرحب كانت قبائل الشعانبة أو(الشعامبة)تقضي مدّة ثلاثة شهور ، تعود بعدها إلى ورقلة مع حلول فصل الخريف موسم جني التمور.
جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 6:01 pm


قبيلة المخـــــادمة :

تتفرع هذه القبيلة هي الأخرى إلى عدّة بطون منها : بنو حسن و أولاد نصير و بنو خليفة و العريمات و أولاد أحمد .


قبيلة بني ثور :

جاءوا على أغلب الظن من منطقة الجريد ( في الجنوب التونسي )،و هي إحدى مواطن بني هلال و بني سليم و لعل جذورهم تتصل بقبيلة " مضر " اليمنية و قبيلة بني ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة .و تربطهم أواصل القربى بالزغبة ، مثل حميان و أولاد المهدي، انحدروا من جهات مختلفة ثم التفوا حول نواة يمثلها في ورقلة أولاد بلقاسم .
يشترك الثوريون مع المخادمة في نطاق الترحال و طرق التنقل عبر الصحراء فهم مثل المخادمة يرتحلون صيفا في اتجاه الجنوب الشرقي من ورقلة نحو قاسي الطويل ويواصلون مسيرتهم حتى غدامس.أما في رحـلة الشتاء فتكون قبلتهم وادي زرقون و وادي صغور شمال غرب مدينة غرداية .
وقد استقر قسم من بني ثور منذ القرن السابع عـشر ميلادي و سكنوا قصور عين عمار و الرويسات ، متخلين عن حياة الترحال .


* قبيلة سعيد عتبة :

و هي فرع من القبيلة الأم ( سعيد القبلة ) و تضم البطون التالية : فتناسة و الرحبات وأولاد يوسف . و نجد أولاد عمومتهم في تماسين و الحجيرة ( سعيد أولاد عمر ) و أولاد مولود في تقورت .
عرفوا كغيرهم من القبائل البدوية في وادي ميّة ، رحلتي الشتاء و الصيف ، تبدأ رحلتهم السنوية من ورقلة بعد موسم جني التمور ( أكتوبر _ يناير ) ينتقلون بعدها إلى النقوسة لنفس الغرض و منها يرحلون في اتجاه وادي مزاب حيث يمكثون في فصل الشتاء حتى شهر أ فريل ثم ينتقلون بعد ذلك إلى وادي زرقون ينزلون ضيوفا على حلفائهم ( الأرباع ) يقيمون في مضارب هؤلاء ، بضعة أسابيع ينتقلون بعدها إلى منطقة تيارت مرورا بتاجرونة و الأغواط و عين شلالة .
بالإضافة إلى هذه القبائل الأربعة كانت لمنطقة ورقلة علاقات مع قبائل أولاد سيدي الشيخ و الأرباع و أولاد نايل . وبالرغم من كون مواطنهم الأصلية تقع بعيدا عن وادي ميّة إلا انّهم كانت تربطهم بمنطقة ورقلة علاقة اقتصادية ، فقد كانوا يقصدونها في فصل الشتاء بحثا عن المرعى و لتسويق منتجات أغنامهم .
و تشير المراجع التاريخية إلى أن استقرار هذه القبائل و تخليهم عن حياة الترحال لم يتم بيسر ، بل بصعوبة كبيرة و على مراحل متباعدة ، و عندما استقرت لم تنصهر في النسيج البشري و العمراني للمدينة فقد كانت مضاربهم تقع خارج أسوار القصور العتيقة قرب بساتين النخيل إلا أنهم رغم ذلك أنشوا علاقات مع السكان الأصليين قوامها المنفعة المتبادلة وهكذا ارتبطت قبيلة سعيد عتبة بعرش بني وقين و نزلت في جوارها و كذا كانت قبيلة المخادمة حلفاء عرش بني سيسين و كان بدو بوروبة ( وهم فرع من الشعانبة ) ، جيران لبني إبراهيم.
و لكن هذه التحالفات كانت هشة لا تقوم إلّا على المصلحة الآنية ، تنطبق عليها تماما مقولة لا عدو دائم و لا صديق دائم و إنّما مصالح دائمة ، فلا ربما اقتضت الحاجة إلى التحالف مع عدو سابق ضد صديق الأمس . و مهما كانت طبيعة العلاقات بين القبائل البدوية و سكان القصور من المدنية،فقد لعبت هذه العلاقة دورا رئيسا في مختلف أوجه الحياة الاقتصادية و الاجتماعية .
أول من استقر من القبائل البدوية مجموعة من قبيلة بني ثور نزلت بالقرب من عين عمار( الشط ) و في الرويسات مشكّلة نواة مجتمع متمّدن و ذلك في منتصف القرن السابع عشر ثم المخادمة ، ببامنديل ( في القرن التاسع عشر ). ثم الشعانبة في النصف الثاني من القرن العشرين و أخر من استقر من القبائل ( سعيد عتبة ) في الستينات من القرن الماضي.ولكنهم لم يبنوا لأنفسهم في بداية الأمر مساكن دائمة بل فضلوا العيش في خيام ينسجونها من وبر الإبل و كانت مضاربهم بين النقوسة و بامنديل . رغم مرور الزمن لا يزال الحنين إلى حياة البداوة يراود الكثير منهم و لا زالت طباعهم تحمل الكثير من صفات البدو.

و لكن على العموم يبقى البدو عامل من عوامل الخير للحضر حين يختلطون بهم بالزواج فينشأ عن هذا التهجين جيل جديد فيه حيوية و نشاط وينشأ عن هذا النسب تقارب وتألف .

الإباضــــية:[23]

يشكل أتباع المذهب الإباضي أحد العناصر المميزة في النسيج البشري لمدينة ورقلة ، لا من جانب الإختلاف المذهبي فحسب ، بل والعرقي أيضا ،( فأصولهم عربية ) و لكن اندماجهم في النسيج البشري للمدينة و احتكاكهم بالسكان الأصليين مكنّهم من تعلم اللغة الأمازيغية فتكلموا الشلحية، اللهجة التي يتحدث بها سكان ورقلة و لعبوا دورا مهما في الحياة الاقتصادية و الفكرية بعد القرن الثالث عشر ميلادي و لاسيما قبل نزوح أعداد كبيرة منهم إلى قرى وادي ميزاب .و توجد اليوم عائلات مالكية كانت في الأصل إباضية ثم اعتنقت المذهب المالكي و من أقاربها من لا يزال على مذهبه الأول . و لإباضية ورقلة علاقات وطيدة بإخوانهم بوادي ميزاب و جزيرة جربة التونسية و جبل نفوسة بليبيا كما أن مرجعيتهم الدينية تتصل بسلطنة عمان في الخليج العربي .
إلى جانب الإباضية البيض ذو الأصول العربية نجد الأباضية السمر البشرة و هم مهجنين Métis يطلق عليهم أسم ( خمري ) تولدوا نتيجة تزاوج البيض بالإماء الزنجيات Amnésiques .
لمحـــة تــــاريخية :

ينتسب أتباع هذا المذهب إلى عبد الله بن إباض التميمي ، اشتهروا بهذه التسمية التي أطلقها عليهم ولاة الدولة الأموية ، أما هم فكانوا يسمون أنفسهم ب: ( أهل الدعوة ) و لم يعترفوا بهذه التسمية إلا عندما انتشرت على ألسنة الجميع ،و تقبلوها تسليما للأمر الواقع .
كانت مدينة البصرة هي مهد الإباضية و منها انطلقت نحو مختلف الآفاق، و كانت الإباضية منذ نشأتهم مظلومة مقهورة، التجأت إلى التقية والكتمان، فلم تلتفت كثيرا إلى ما يقال عنها في بداية أمرها، ولكن مع تقدُّم الأيام بدأت تشعر بالضيق والاختناق مـمَّا نسج حولها من افتراءات شوَّهت صورتها لا لسبب إلاَّ لأنَّ هذا المذهب كان محسوباً في المعارضة، والمعارضة في الفكر السياسي عند المسلمين، ولا أقول في الإسلام، لا تعني إلاَّ التمّرد والخروج عن السلطان، بل ربما الخروج عن الدين."[24]و لكن هذا الأمر بالذات هو الذي قرّبهم من البربر سكان المغرب عندما حلوا به و وجدوا فيهم حلفاء و أنصار ضدّ جور ولاة بني أمية
بالرغم من اشتهار الإباضية ضمن فرق الخوارج فهي وإن كان ظهورها مرتبط بهذه الحركات إلا أنها قد انشقت عنها في النصف الثاني من القرن الأول الهجري لما ظهر عليها الغلو والتطرف.
و يقول الدكتور حسين مؤنس مؤلف كتاب تاريخ المغرب و حضارته إ:

"و الإباضية ليست مذهبا خارجا و إنما هي إسلام صاف خالص لا يميّزه عن السنة التقليدية إلاّ الرفض للحكومات القائمة ، فإذا لم تكن هناك حكومات أو كانت قاصية بعيدة ، فإن الإباضية تصبح إسلاما سنيا خالصا."
انتهى كلام حسين مؤنس

الإباضية في المغرب الأوسط نزلوا في المغرب الأوسط ( الجزائر) في موضع قريب من مدينة "تيارت " الحالية ، وأسسوا مدينة " تيهرت " و اتخذوها عاصمة لدولتهم الرستمية .و بعد سقوطها نزح عدد منهم إلى الجنوب الجزائري و لاسيما ورجلا .و هناك شيّدوا عاصمتهم الجديدة سدراته .



مدينة سـدراتة :

عرف المذهب الإباضي في منطقة ورقلة بعد سقوط دولة الرستميين و لجوء عدد من أتباع هذا المذهب إليها.وبنائهم لمدينة سدراتة التي ازدهرت ردحا من الزمن ، و بعد سقوطها أصبحت ورقلة معقل من معاقل الإباضية إلى جانب جزيرة جربة في تونس و جبل نفوسة بليبيا .

و عن ذكر تأسيس مدينة ســـدرتة هذه كتب الدكتور محمد بلغراد أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر :

" كان لسقوط الدولة الرستمية وقع عظيم في نفوس علية القوم و الوجهاء من الاباضيين أولي الغيرة الوطنية و دخلوا مدينة بني ورقلان ، وهناك على بعد أربعة عشر كيلومترا جنوبا أخذوا في تخطيط عاصمتهم الجميلة سدراتة المعروفة عند البربر بأسدراتن ، فانشأوا فيها حضارة عظيمة و بنوا بها قصورا بديعة و منازل رفيعة و أقاموا بها بساتين و مزارع و منشأت ضخمة " إن سدراتة التي عرفت في القرنين العاشر و الحادي عشر الميلاديين ازدهارا كبيرا، و تاريخ نهايتها لا يزال الظلام يكتنفه من كل جانب "
الأباضيون في مدينة ورقلة :
تعود إقامة الأباضيين في مدينة ورقلة إلى القرن الثالث عشر عندما أعيد بنائها من جديد و قد اندمجوا ضمن النسيج العمراني لقصر ورقلة ، بنو مساكنهم و مسجدهم إلى جوار منازل سكان المدينة في أحيائها الثلاثة ،و تكلموا اللغة الأمازيغية، لم يمنعهم حرسهم الشديد على مذهبهم من الاندماج في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الفكرية للمدينة .
غير أنّ النزاعات و الإضطرابات التي عرفتها المنطقة في فترات لاحقة ، نتيجة الصراعات السياسية و التعصب المذهبي و العرقي ، جعلت الكثير منهم ينزح إلى منطقة وادي ميزاب بعد تأسيس قراها السبع ،



نقرأ في مجلة LIBYCA بهذا الصدد :

«……… Les Mzabites jouent un grand rôle dans la vallée tant politique qu’économique .Les centres purement Ibadites ont disparu depuis le XIII° siècle mais une part importante de la population de Ouargla et de N’goussa reste ibadite , L’histoire de Ouargla durant les ,XII °, XVIII° et XIX° siècles montre une ingérence continuelle des Ibadites dans la vie politique .Mais il est souvent difficile de savoir s’il s’agit des Ibadites de Ouargla ou des habitants du M’zab .On les voit toujours prendre parti pour le çoff gharbi , tandis que s’affirme leur hostilité pour N’goussa et les Beni-Brahim par leurs contribules Malékites Qui furent alors chassés de Ouargla et trouvent refuge à N’goussa puis auprès des Ben Djellab de Touggourt , prêts à jouer sur les divisions de leurs voisins. La date du massacre des Ibadites par Les Beni-Brahim , n’est pas connue avec certitude mais celle que rapporte la tradition : 1062 ( 1652), semble la plus plausible , à une époque ou le renouveau religieux issu du Maroc et lié , au départ , à la dynastie Saàdienne, , atteint Ouargla. »

قصر ورقلة العتيق

يعد قصر ورقلة من القصور الصحراوية العتيقة ،غير إننا لا نستطيع تحديد تاريخ بنائه على وجه اليقين ، من المؤرخين من يرجعه إلى العهد النوميدي ( بين القرن العاشر و القرن السابع قبل الميلاد ) مثل ليون الإفريقي:[25]

« C’est une Ville extrêmement ancienne bâtie par les Numidiens dans le désert de Numidie »


تعرضت مدينة ورقلة القديم للتدمير على يد "المايورقي" يحي بن غانية سنة 1229م انتقاما من أهلها لإيوائهم الإباضيين الفارين من سدراتة بعد تخريبها ، فدفعت بذلك ضريبة تعاطفها معهم و وقعت ضحية التعصّب المذهبي و الأطماع السياسية .و لكن أهلها أعادوا بناءها أجمل مما كانت عليه في مكان لا يبعد كثيرا عن موقعها الأصلي. و حصّنوها بسور متين و حفروا حولها خندق عميق يصّد غارات المعتدين و يرد هجمات الطامعين و لا يستطيع المرء الوصول إليها إلا من أبوابها السبعة المتصلة بالسور.
سكنها منذ القرن الثالث عشر الناجون من مجزرة الفاطميين الرهيبة و بقايا الإباضة الفارين لكل عرش من عروشها الثلاث ( بنو إبراهيم و بنو سيسين و بنو واقين ) حيّه المعروف به .
زارها الأمير أبو زكرياء الحفصي [26] و أعجب بها و أمر ببناء مسجد كتب على مئذنته اسمه و تاريخ التأسيس ،( ظل جزء من هذه المئذنة شاهدا منتصبا قي حي بني إبراهيم .


وصفها ابن خلدون قائلا:

" ....و اختطوا المصر المعروف بهم لهذا العهد بنوها قصورا متقاربة الخطة. ثم استبحر عمرانها، فائتلفت و صارت مصرا...............و استبحر عمران هذا المصر ، و اعتصم به بنو واركلا هؤلاء، و الكثير من ظواغن زناتة عند غلب الهلالين إياهم على المواطن ....."


وعن زيارة الأمير أبو زكريا لورقلة، كتب قائلا:

" لما أستقل الأمير أبو زكريا بإفريقية وخلع طاعة بني عبد المؤمن ، صرف عزمه أولا إلى مدافعة يحي بن غانية ، مرّ بهذا المصر فأعجبه و كلّف بالزيادة في تمصيره ، فأختطّ مسجده العتيق و مأذنته المرتفعة ، وكتب عليها أسمه و تاريخ و ضعه نقشا في الحجارة ....."


تاريخ ابن خلدون ج.7

عاش إبن خلدون في القرن الثامن الهجري = الرابع عشر ميلادي , و هو يصف ورقلة في عصر أبي زكريا الحفصي و حكم عائلة بني أبي غابول ( القرن الثالث عشر) أي قبل قرن من هذا التاريخ .
و في القرن السادس عشر كتب ليون الإفريقي يصفها :

Guargala au XVI° siècle

« C’est une Ville extrêmement ancienne bâtie par les Numidiens dans le désert de Numidie. Elle a un mur d’enceinte en briques crues, de belles maisons et tout auteur, une vaste palmeraie. Aux environs existent plusieurs châteaux et une infinité de villages. La ville est bien pourvue d’artisans et les habitants sont très riches parce qu’ils sont en relation avec le royaume d’Agadez .Parmi ceux-ci on trouve beaucoup de marchands étrangers au pays, surtout venus de Constantine et de Tunis .Ils apportent à Guargala des produits de Berbérie pour les échanger avec ceux apportés par les commerçants de la terre des noirs……La population est généreuse et aimable. Elle fait très bon accueil aux étrangers.
Elle a un seigneur auquel elle rend les honneurs royaux .Celui-ci entretient pour sa garde un millier de cavaliers .Son Etat lui rapporte cent cinquante mille ducats et il paie à ses voisins arabes un tribut élevé.

Léon l’Africain ; Description de l’Afrique, T II , pp.438-439

يتضح لنا من نص ليون الإفريقي أن ورقلة في القرن السادس عشر لا زالت محتفظة بقوتها و ازدهارها الاقتصاد سكانها أغنياء كرماء يرحبون بالضيف. و لكن دوام الحال من المحال كما يقال ، فقد مرّت هذه الواحة بعد ذلك بعهود من الفتن و الصراعات و الحروب الأهلية و التحرشات الخارجية ،فساهمت كل هذه العوامل في تأخرها و تدهور عمرانها وعانى سكانها من الفقر و البؤس و أرهقت الضرائب كاهلهم فاضطروا لبيع نخيلهم و العمل مقابل الحصول على خمس المحصول كما أّضطر الكثير منهم للهجرة إلى مدينة تونس و الجزائر العاصمة و غيرها من المدن الشمالية، و كذا كان حال القصبة مقر سلاطين ورقلة ، الذي أفل نجمها بعد سقوط السلطنة سنة 1849 و أصبحت أطلالا و مأوى للمشردين كما وصفها "كولوميو =.Cdt. Colomieu في كتابه " رحلة في الصحراء الجزائرية من جيريفيل[27] إلى ورقلة 1862"

OUARGLA : Description Générale vers 1862


La ville étale au pied de sa vaste enceinte circulaire dans l’intérieure de laquelle on distingue malgré les ruines, les trois quartiers distincts qui la composaient .Ces trois quartiers portent les noms des fractions qui les habitent ; ce sont les Béni Sissin, Béni Ouaggin et Béni Brahim. Chacun de ces quartiers constitue une ville dans la ville et est séparé des autres par des murailles et des portes. La poudre parlait souvent, autrefois, de quartier à quartier…..

Les rues sont étroites et dans bien des points il serait impossible à un cavalier de tourner bride. Les maisons sont presque toutes sans étages : elles sont construites en briques de terre. Nombre de portes de maisons sont garnies d’ornements en plâtre et d’une inscription tirée du Coran…..

La place du marché d’Ouargla fixa notre attention .Le marché n’est autre que la boucherie…. »

Commandant V.COLOMIEU : Voyage dans le Sahara Algérien …( collection ; Tour du Monde 1983)

يبدو لنا من خلال النص أن زيارة المقدمCOLOMIEU : تزامنت مع مرحلة بلغت فيها ورقلة درجة من التدهور الانحطاط لا تخفى على أي زائر ، فالصراعات بين سكان الأحياء الثلاث على أشدّها . المدينة شبه خالية بعد هجرة عدد كبير من أهلها و التجارة كاسدة ، حتى أنه لم يشاهد إلا السوق المخصصة لبيع لحوم الإبل la boucherie،لعله لم يلاحظ وجود السوق القديمة ( السوك ) الواقعة خلف المسجد المالكي العتيق قبالة مسجد" بابا صالح ".








قصبة [28]ورقلة :




قصبة ورقلة هي مقر السلطان حيث يوجد قصره ، أقام فيها مع حاشيته و حشمه و خدمه. و من المرجّح أن قصبة ورقلة يعود بناؤها إلى القرن السابع عشر في عهد الأمير علاهم مؤسس الأسرة التي حكمت ورقلة من سنة 1602 إلى سنة 1849 .وهي عبارة عن حصن citadelle مشيّد فوق رابية صغيرة إلى الجنوب الغربي من قصر ورقلة العتيق، تفصله عن منازل الأهالي جدران عالية وسميكة تعلوها أربعة أبراج يشرف كل برج منها على جهة من الجهات الأربعة ( الشمال و الشرق- الجنوب و الغرب) يقع بابها الرئيس في الجهة الشرقية . كانت القصبة تضم بالإضافة إلى قصر السلطان الفخم و الذي كان يحتوي على كل مظاهر الرفاهية حسب تعبير أحد الكتاب القدماء، مساكن بعض خاصته و مسجدا يقيم فيه الصلاة .
تعرضت القصبة للتخريب جراء الحروب و الصراع بين سلطنة ورقلة و مشيخة بني بابية 'النقوصة " و أصبحت مهجورة بعد سقوط سلطنة ورقلة و نهاية حكم آل علاهم سنة 1849 .
كانت سنة 1862 حسب وصف.COLOMIEU عبارة عن أنقاض و انتهى بها الأمر إلى الزوال بعد دخول القوات الفرنسية و أقاموا مكانها تكنه عسكرية .و لا يزال سكان ورقلة يطلقون أسم Casarna )(ِعلى هذا المكان ، رغم أن هذه الثكنة تحوّلت بعد ذلك إلى مستوصف للعلاج .


(( قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعزّ من تشاء و تذل من تشاء ))
]آل عمران : 26 [

و صفها V.COLOMIEU .Cd في رحلته التي قادته إلى ورقلة، قائلا:

« Le palais du Sultan placé sur une petite éminence ……n’était qu’une citadelle une casbah fortifiée .Cette casbah, adossée au grand rempart avait une entrée d’honneur nommée encore Bab -al-Sultan et une porte secrète. L’intérieur de la citadelle avait tout le confort que pouvait raisonnablement exiger un Sultan d’Ouargla …..Hélas, il ne reste plus que des ruines de tout cet attirail de royauté : un petit minaret debout, quelques chambres servent d’asile à des malheureux ….. »[29].








صفحات من تاريخ ورقـلة
الفصل الثاني






مرحلة القوة الازدهار و الازدهار

LA PROSPERITE












مرحلة القوة الازدهار و الازدهار

LA PROSPERITE

تمهيد :

عرفت منطقة ورقلة عهودا من القوة و الازدهار بفضل موقعها الجغرافي و تحكمها في طرق القوافل التجارية ، و تجارة العبور، و كانت أسواقها رائجة زاخرة بمختلف أنواع السلع فقد كانت محطة عبور و مركز لتخزين و أعادة تصدير البضائع المتداولة بين المناطق التلية و مواني البحر الأبيض المتوسط من جهة ، والبلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى ، فهي فعلا " بوابة الصحراء " كما وصفها العلامة عبد الرحمان أبن خلدون .و ما كان لورقلة أن تكسب مثل هذه المكان لو لم تكن واحة خضراء وسط الصحراء القاحلة بفضل مياهها الوفيرة و نخيلها الباسق ، فقد عرف سكان ورقلة طرق التنقيب عن المياه و حفر الآبار و أساليب الرّي منذ أقدم العصور لما تحوّل سكانها القدماء ( البربر) في فجر التاريخ من البداوة إلى التمدن .

النشاط الاقتصادي
* الفلاحة

كانت الفلاحة هي النشاط الرئيس لأغلبية سكان الواحة و تتمثل في غرس أشجار النخيل في البساتين المحيطة بمدينة ورقلة العتيقة ، كسوار أخضر يزّين معصمها و يمنحها رونقا و بهاء فتبدو من بعيد واحة خضراء من أروع الواحات الصحراوية ،و تمارها من أجود أنواع التمور إلى جانب زراعة بعض أنواع الحبوب و الخضر و الفواكه باستغلال المسحات المتوفرة بين السواقي.

أهمية النخل
كانت النخلة ملكة الأنتاج الفلاحي دون منازع ثمارها من أجود أنواع التمور فهي مصدر الدخل الأساسي لسكان الواحة و هي قوام غذائهم اليومي، فضلا عن الفوائد العديدة التي يجنيها من النخلة، تمارها و سعفها ( جريدها) و جدعها يستعملها مثل الأدوات المنزلية البسيطة وغيرها من الأدوات ذات المنفعة في حياته اليومية كالطبق و الكسكاس و القفة و المراوح و الحصير والعديلة و البردعة و من أليافها يصنع الحبال و يستغل الجريد الجاف كوقود للطبخ و التدفئة و من جذع النخل يصنع دعائم الأسقف وأبواب المنازل و غيرها ، جدع النخلة يصاحبه حتى في لحده، فالنخلة ترافق الورقلي من المهد إلى اللحد .
أصل النخلة كما يقول الدكتور فليب حتي في كتابه تاريخ العرب ، من الشام يقول في هذا الصدد :
….و ملكة الأشجار العربية هي أيضا غير عربية الأصل فقد نقلت إلى الجزيرة العربية من الشمل من أرض ببابل حيث كانت شجرة النخل أعظم العوامل التي اجتذبت الإنسان القديم للتوطن هناك …….."
و في القرن الكريم ما يوكد وجود النخيل في أرض كنعانيين (فلسطين ):

فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) سورة مريم
موارد المياه
موارد المياه من أهم العوامل التي تحدّد مراكز الاستيطان و حدود العمران و نوعه و كثافته فالوضع الطوبوغرافي لحوض ورقلة المتميز بميلانه شرقا ساعدها على توفّر المياه الجوفية المترسّبة من شبكة الوديان الباطنية مثل وادي "ميا" المنحدر من هضبة تادمايت .

نظام الرّي
عرف سكان ورقلة منذ القدم طرق و أساليب استخراج المياه من جوف الأرض بحفر الآبار و استغلال مياه الطبقات الارتوازية في السقي و كان لهم نظام محكم في توزيع حصص المياه متعارف عليه يحترمه الجميع ، ولكون هذه الأبار ( العيون كما يطلق عليها محليا ) تحتاج لصيانة دائمة نشأت من أجل ذلك فيئة من السكان مهمتها الغوص لتنظيف هذه الآبار لازال ، ونظر للدور الكبير الذي تلعبه في حياة المجتمع أصبحت لها مكانة مميزة في السّـلم الاجتماعي
معترف بها ، و أحفادهم مازالوا يعرفون بأسم ( أدوغيين = الغطاسون ) كلها عائلات معروفة في المجتمع الورقلي .
كتب العياشي واصفا طريقة حفر الآبار و صيانتها :

" و من غرائب هذه البلدة استخراج عيون الماء الغزيرة بحفر الآبار فيحفرون بئرا نحوا من خمسين قامة ثم يصلون إلى حجر مصفح على وجه الأرض فينقرونه فإذا نقبوه فاض منه الماء فيضانا قويا و يطلع كذلك بسرعة إلى فم البئر و يصير عينا...........فإن لم يتدارك الحافر بالجذف أغرقه الماء. و متى احتاجت العيون إلى الكنس حصلت لمتعاطي كنسها مشقة كثيرة و ربما تركوها بلا كنس للمشقة فتندثر.و قد أخبرني من أصحاب من عاين كنسهم للعيون بأمر غريب ، وكذلك عيون أهل وادي ريغ."






* الرعي

في القرن الحدي عشر الميلادي و صل إلى حوض " ميا " الهلاليون في شكل هجرة حقيقية بمعنى أنهم حطوا برجالهم و نسائهم و أطفالهم و دوابهم و خيامهم، و في ظرف قرن من الزمن تمكنوا من الاستقرار بالمنطقة ، ولكنهم ظلوا محافظين على نمط حياتهم البدوية و نشاطهم كرعاة أغنام ، و لم يكن الأعراب والعرب عموما، يحبون الزراعة ، لذلك تأخر النشاط الزراعي في عهدهم كما يشير إلى ذلك أبن خلدون .
بمجيء الهلاليين أنقسم السكان إلى نوعين سكان قدماء ( البربر ) مدنيون يحترفون الزراعة و سكان محدثون ( عرب ) رحل رعاة مواشي. وهذا الاختلاف المهني مضاف إلى الاختلاف العرقي و اللغوي ، نتج عنه اختلاف اجتماعي و ثقافي ، و بالتالي اختلاف في الطباع و الأذواق .
و لكن طباع هؤلاء الأعراب لانت بعد ذلك خاصة عندما احتكوا بالمدنيين وامتلكوا بساتين النخيل و تحوّل نشاطهم إلى التجارة أو حراسة القوافل التجارية .
* التجارة

أما النشاط الثالث لسكان ورقلة فكان يقوم على التبادل التجاري و العبور اعتمادا على حركة القوافل و ازدهار الأسواق .

- الطرق التجارية

عرفت ورقلة شبكة من الطرق البرية تربطها بالمدن التلية و المواني الساحلية من جهة و المراكز التجارية الإفريقية من جهة أخرى . ونخص بالذكر طريقين اشتهرت يهما ورقلة قديما ،و أعطياها شهرة و أهمية ، أولهما طريق القوافل الرئيس الذي كان يعرف بإسم طريق الواحات و القصور و هو الطريق الذي سلكه العياشي سنة 1663 و هو في طريقه إلى الحج ، و وصفه، يربط هذا الطريق بين ' تافلالت ' و غدامس عبر ورقلة .
و إلى جانب هذا الطريق هناك طريق آخر لا يقل أهمية عن طريق الواحات و القصور، هو الطريق الذي أطلق عليه الرحالة و الجغرافيون تسمية " طريق الذهب " كان يربط مواني البحر الأبيض المتوسط بالمراكز التجارية الرئيسة في أفريقيا مثل » تمبكتو وَCao, [30] و;« Agades ويتضح مما ذكره أبو زكريا الورجلاني الارتباط التام بين وارقلا وتادمكة ونشاط القوافل بينهما وقد ارتبطت وارقلا لذلك بمملكة غانة عبر تغازا و أدغشت([31]) ويؤكد هذا النشاط التجاري المنتظم ما جاء عن وارقلا من القرن الرابع حتى السابع الهجري بخصوص حصونها المنيعة وأهلها الأغنياء المياسير بسفرهم الكثير إلى بلاد السودان ([32]) .
الحركة التجارية في الأسواق

نظرا لموقعها في مفترق الطرق التجارية أصبحت ورقلة منطقة عبور Transit و مستودع لمختلف أنواع البضائع و سوقا مزدهرة تعرض فيها المنتجات المحلية مع تلك الواردة من المناطق التلية أو الأقطار الإفريقية جنبا إلى جنب.

أنواع البضائع ( واردات و صادرات )
شمل التبادل التجاري بين ورقلة و المناطق التي تتعامل معها الكثير من السلع و البضائع
فقد كانت تصدر ، التمور والملح والقطران و الحنة و الأغنام والجمال و الأصواف و الجلود و المنتجات النسيجية كالبرانس و الأغطية و الحلي الفضية و الأسلحة و ملح البارود ....الخ .
تستورد و تعيد تصدير : أ – من المناطق التلية = الحبوب و الزيوت و العطور و الأواني النحاسية و الحديدية و الزجاجيات بالإضافة إلى بعض المنتجات الأوروبية المستوردة عن طريق المواني الشمالية مثل ، البن و الشاي و النسيج و الورق .
ب ومن بلاد السودان = الذهب و العبيد و التوابل و ريش النعام و البخور و العاج و الفول السوداني ( فسدق العبيد )....
و كانت تجارة العبيد أهمها على الإطلاق خاصة بعد توقف جلب الرقيق الأبيض من أوربا .وانخفاض كمية الذهب المستورد ، كان التوارق يجلبونهم من قراهم و يبيعونهم للنخاسين الذين يعيدون بيعهم بأغلى الأسعار محققين بذلك أرباح معتبرة .
و لم تقتصر الفائدة التي عادت بها هذه الطرق على الجانب المادي فقط بل كان لها الدور الأساسي في نقل المعارف عن طريق العلماء و الفقهاء الذين كانوا يمرون بورقلة و يقيمون فيها أياما، و عن طريق الكتب التي تصلها،و كانت وراء انتشار الحركات الفكرية ، وعبر هذه الطرق أيضا أنتقلت رسالة الإسلام إلى افريقية الغربية و قد كانت مساهمة ورقلة في هذا المد الحضاري ملموسة .
و قد استمرت علاقة ورقلا ببلاد السودان حتى بعد نراجع حركة القوافل ، ففي هذا الصدد يقول الدكتور عبد القادر زبايدية :

" .... كان لأعتاد الفرنسيين على ورقلة سنة 1854 أثره السيء على نفوس السكان في تمبوكتو ، و قرر زعيمها الشيخ سيدي أحمد البكاي الكنتي استنفار جميع أنصاره في المنطقة للهجوم على الفرنسيين عندما اعتدوا على ورقلة في تلك السنة ، إلا أن الدكتور بارت الألماني الذي صادف أن كان في حماية البكاي آنذاك ، وكان أول أوربي يدخل تمبكتو علنا و يخرج منها سالما بفضل حماية البكاي له. عمل الكثير لتني الشيخ البكاي عما عزم عليه، و نجح في مسعاه .[33]
و في مجلة ( LIBYCA ) نقرأ عن الازدهار الفلاحي في منطقة ورقلة ما يلي :

« Par les chroniques ibadite nous savons que la vallée connaissait alors une tés grande prospérité agricole, fondée sur un équipement hydraulique puissant et bien répartie, utilisant Les eaux artésiennes du Moi-pliocéne et les crues de l’oued M’zab qui atteignaient alors les rives de la Sebkhet Safioune .Même si les chiffres cités par les chroniques (325 villages 1051 fontaines c’est-à-dire puits artésiens) on été amplifiés par le temps, il est certain que de très nombreux centres prospéraient comme « une forêt continue de palmiers ». L’Ain Sfax source célèbre de Sedrata alimente trois seguias dont certaines atteignaient Rouissat et peut-être Ouargla. Mais cette richesse agricole dépendait essentiellement de la prospérité commerciale de l’Oasis .Le témoignage des auteurs arabes est à cet égard sans ambiguïté ;le commerce avec le Soudan était la base de la fortune de la région et particulièrement le commerce de l’or ,… »

« …..le trafic non moins rémunérateur des esclaves s’ajoutait à celui de l’or et peut-être de l’ivoire, tandis que Wardjelane fournissait au soudan le sel, les dattes et les marchandises en prevenance du Nord, grains, tissus et autres produits manufacturés .Les nomades étaient les artisans intéressés de ce commerce nomades zénète d’abord, progressivement agrégés aux nomades arabes à partir du milieu du XI° siècle. »



الحياة الفكرية

تمثلت الحياة الفكرية للمجتمع الورقلي في التراث الشفوي الموروث بصفة خاصة ، فلم يهتم السكان الأصليون بتدوين تراثهم الفكري من أمثال و حكم و أشعار غنائية و روايات شعبية ، بل تناقلوه شفاهة عبر الأجيال حتى يومنا هذا . لهذا طغى الفكر الأباضي على الساحة الفكرية وبرز و كأنّه الإنتاج الفكري الوحيد ، وبالفعل فكل ما وصل إلينا من كتب و مخطوطات تزخر بها المكتبات في أماكن عديدة و ترجم البعض منها إلى اللغات الأجنبية , كان من إنتاج المفكرين الأباضين أمثال أبو يعقوب الوارجلاني[34] صاحب كتاب " الدليل والبرهان " و أبو زكريا يحي بن أبي بكر الورجلاني صاحب كتاب " السيرة وأخبار الأئمة "([35])
و قد تضافرت جملة من العوامل كانت وراء هذه الثروة الفكرية الإباضية ، نذكر منها :
1 * الإرث الفكري الذي نقله أسلافهم الإباضيون الأوائل : فإنه يمكن القول بأن الإباضية في المشرق ، كانت من أول المدارس الإسلامية التي عنيت بتدوين الحديث ولعل بعض المؤلفات والتي لا تزال مخطوطة والمروية عن جابر بن زيد هي جزء من هذا الإرث الكبير. وجاء بعده الربيع بن حبيب الذي جمع أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم ) التي رواها عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد في كتابه المعروف بمسند الربيع بن حبيب، ولا يزال هذا الكتاب بالإضافة إلى كتب السنة الأخرى معتمد الإباضية في السنة. وألف عبد الرحمن بن رستم تفسيرا للقرآن الكريم ،كما ألّف هود بن محكم الهواري أيضا تفسيرا للقرآن المجيد ، وألف أبو اليقظان محمد بن أفلح عدّة كتب في الاستطاعة، وألف أبو غانم بشر بن غانم مدونته في الحديث والآثار التي رواها عن سبعة من تلاميذ أبي عبيدة وهو من الكتب المطبوعة. كل هذا في القرون: الأول والثاني والثالث، ثم توالى التأليف في مختلف فروع الثقافة الإسلامية من كل عصر من العصور التالية.([36])
2 * هجرة العلماء و المفكرين من تيهرت : بعد سقوط الدولة الرستمية انتقل أكثر سكان تيهرت الإباضيون إلى وارقلا و كان فيهم العلماء و الفقهاء و رجال الفكر و السياسة، فازدانت بهم الساحة الفكرية و كانت إسهاماته قيمة عظيمة الشأن . لا زال الكثير منها معتمدا كمرجعية فقهية لمدارس العزابة .
3 * علاقتهم بإخوانهم في المذهب سكان المعاقل الأباضية الأخرى في جزيرة جربة و جبل نفوسة و جزيرة زنجبار و سلطنة عمان : ظلّ علماء الأباضية على اتصال دائم يتبادلون الكتب و الزيارات و البعثات العلمية حتى يومنا .
جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
الصادق الأمين
المراقب العام
الصادق الأمين

الابراج : الميزان عدد المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 07/01/2013
العمر : 39

صفحات من تاريخ ورقلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من تاريخ ورقلة   صفحات من تاريخ ورقلة Emptyالخميس يناير 17, 2013 6:04 pm


لنظام السياسي

كانت ورقلة منذ أقدم العصور حتى الاحتلال الفرنسي تتمتّع بأستقلالها السياسي ، رغم خضوعها في بعض الأوقات للتبعية الإسمية لأحدى القوى الكبرى و مجبرة على دفع ضرائب و غرامات مالية و لكنها كانت دوما مستقلة في إدارة شؤونها الداخلية إلى منتصف القرن التاسع عشر عندما دخلتها القوات الفرنسية محتلة و فرضت عليها نظاما عسكريا شمل المناطق الصحراوية كلها و أخضعتها لحكم ضباط عسكريين .
من بين الأسر التي حكمت ورقلة خلال تاريخها القديم :
· بني أبي غابول ( بين القرن الثالث عشر ومطلع القرن السابع عشر) وهي أسرة محلية تنتمي إلى بني وقين حسب ما ذهب إليه أبن خلدون :

" .....و سكانها لهذا العهد من أعقاب بني واركلا و أعقاب إخوانهم من بني يفرن و مغراوة ، و يعرف رئيسه باسم السلطان ، شهرة غير نكرة بينهم ، و رياسته لهذا الإعصار مخصوصة ببني أبي غبول و يزعمون أنهم من بني واكير، إحدى بيوت بني واركلا ، و هو بهذا العهد أبو بكر بن موسى بن سليمان من بني أبي غبول ، و رياستهم متصلة في عمود هذا النسب ....."

يتضح من نص أبن خلدون أن الحكم في ورقلة في عهده كان حكم ملكيا وراثيا و سلاطينها من أسرة محلية معروفة من أحد أحيائها كتبها (بني واكير) و لعله يقصد ( بني واقين) كما وردت في الترجمة الأجنبية .

· أسرة آل علاهم (1602-1849 ) : تعود أصول هذه الأسرة إلى مدينة فاس المغربية حكمت ورقلة قرابة القرنين و نصف ، أول السلاطين من هذه السلالة هو الأمير مولاي علاهم ، أستقدمه أعيان ورقلة بعد زوال حكم بني أبي غابول .
كان نظام الحكم في عهد هذه الأسرة، ملكيا مقيّدا، فيه السلطان يملك و لا يحكم، فالسلطة الفعلية بأيدي أعضاء ( مجلس الجماعة ) المتكوّن من أثنى عشر عضوا، يديرون دفة الحكم بالتشاور و تأخذ القرارات بالتوافق.و هو بذلك نظام شبيه بالنظام البرلماني المعروف اليوم . و مع ذلك يبقى دور السلطان مهم لكونه يجسّد وحدة المجتمع و يمنع الصراع و التنافس على السلطة و تنازعها بين العروش الثلاث المتكون منها المجتمع الورقلي .
شهدت ورقلة في نهاية عهد هذه الأسرة عدم استقرار سياسي بسبب النزاعات الداخلية و التصارع على السلطة بين أراد الأسرة الحاكمة فضلا عن النزاعات و العداوة التي طبعت العلاقات بينها و بين جيرانها ،أولاد جلاب حكام تقورت و أولاد بابية سلاطين النقوسة ، سيأتي ذكر كل ذلك في الحلقة القادمة المخصصة لمرحلة الانحطاط ، بإذن الله .

التبعية الأجنبية
رغم الاستقلالية التي عرفتها ورقلة في تسيير أمورها خلال تاريخها قبل الإحتلال الفرنسي ، إلا أنها كثيرا ما كانت تضطر لإعلان ولاءها لقوة خارجية عظمى تهيّمن على المنطقة كلها كما حدث في عهد الدولة الحفصية [37]والحكم العثماني للجزائر، فقد كانت ملزمة بدفع الضرائب و الأتوات .والدعاء للخليفة في خطبة الجمعة كرمز للتبعية .

النص التالي من مجلة « LIBYCA. » Tome XX /1972.

« L’expédition de Salah Reis en 1552 ….fut une démonstration de puissance.
Mais il ne s’agissant que d’une souveraineté nominale et on peut penser que ce fut l’inefficacité de la protection turque contre les exactions des nomades qui poussa « la djemaa » de Ouargla faire appel à des souverains plus puissants et devenus proches par leur conquête, les Saadiens[38] Marocains, pour occuper en 1602,le Sultanat détenue depuis plusieurs siècles par la famille des Aboughaboul ou Beniabi-Abdel de la tribu des fondateurs,les Beni-Ouguin , et qu’ils conservèrent jusqu’à la fin du XVI°siècle .

صفحات من تاريخ ورقـلة
الفصل الثالث








مرحلة التقهقر و الانحطاط
La décadence






مرحلة التقهقر و الانحطاط
La décadence

في أواخر القرن السابع عشر، بدأ نجم واحة ورقلة الذي ظلّ ساطعا قرونا طويلة في الأفول و ولّت أيام القوة و الازدهار لتعقبها عهود الضعف و الانحطاط ، فقد بدأت عوامل التقهقر تنخر عظام السلطنة التي كانت أحد أهم المدن الصحراوية ، ولا يمكننا إيعاز ذلك إلى سبب واحد، فقد تضافرت جملة من العوامل السياسية ،و الاقتصادية و الاجتماعية.

عوامل التأخّر و الانحطاط
و قد كان لذلك الإنهيار عدّة عوامل منها:

1- إكتشاف طرق تجارية جديدة
كان نشاط ورقلة التجاري مرتبطا بالقوافل العابرة من المناطق الشمالية إلى مدينة غدامس الليبية وبلاد السودان مملكة السنغاي و مدينة غاو ه ،و لكن اكتشاف طرق تجارية جديد حوّلت وجهة القوافل إليها بذلك فقد الطريق الرئيس المعروف بطريق الذهب أهميته ،و ضعف مركز ورقلة الاقتصادي .

2- كساد الأسواق
كسدت الأسواق التي كانت مزدهرة ، لندرة السلع الواردة، فقد تأثّرت تجارة العبيد بشكل واضح بعد الاكتشافات الجغرافية و تزايد نشاط النخاسين الأسبان و البرتغاليين عبر المحيط الأطلسي، زيادة على انخفاض عائدات السلطنة من الذهب.

نقرأ في مجلة LIBYCA

« Au début du XVII° siècle, s’amorce une décadence nette au XVIII° siècle, On peut en donner une analyse politique mais les difficultés économiques qui privent petit à petit la ville de ses revenus commerciaux en sont la cause fondamentale.

· Ralentissement des échanges
Le trafic de l’or s’était déjà considérablement ralenti au cours des XV°& XVI° siècle. Malheureusement l’empire de Songhai ([39])avec la quel s’effectuait l’essentiel des échanges,s’écroule en 1591 sous les coups des Saadiens du Maroc ,tandis que disparaît le royaume Haoussa qui contrôlais Agadès , l’empire du Kanem Bornou qui exerce alors l’hégémonie déplace vers l’Est l’axe des échanges et la voie de Bilma , Djado , ghât ,la Tripolitaine est favorite aux dépens de la voie la plus centrale qui aboutit à Ouargla par Agadès le Hogar de Tidikelt et l’oued Mya, la présence de plus en plus turbulent des européens devait d’ailleurs détourner une parties des marchands de cette voie peu sur si l’on en crois Léon l’Africain .D’ailleurs , la diminution importante de volume et de la valeur des échange suffit à expliquer , l’agitation de tribus nomades qui tiraient des droits de passage une part essentielle de leurs ressources et qui ont de plus en plus recours au pillage et aux razzias pour assurer leur subsistance .
Parallèlement la domination turque dans le Nord du Tell favorisait l’activité maritime et le commerce méditerranéen mais non pas les échanges avec l’intérieur de pays ou du continent.
Ouargla perdit ainsi progressivement au cour des XVII°& XVIII°siècles son rôle de porte de désert pour n’être plus qu’un petit sultanat miné par les querelles intestines mis en coupe réglée par les tribus nomades, envahi les eaux parisettes et les fièvres, lieu pestilentiel que les voyageurs fuyaient six mois de l’année. »


3- انعدام الأمن
بسبب انتشار اللصوص قطاع الطرق ، تراجع عدد القوافل التجارية المارة بورقلة، فقد أصبحت هذه الطرق غير آمنة تسيطر عليها العصابات البدوية تتربص بالقوافل العابرة فارضة قانونها تنهب و تسرق و تفرض الإتاوات.و لم تكن المدينة أكثر أمن ، في هذه المرحلة فالبدوي يصر على أن من حقه أن يسلب ما يحتاجه من موارد العيش التي ينعم بها جاره الحضري
عندما يضطره القحط و يضره الجفاف فيعمد إلى العنف ، ولكنه في غالب الأحيان يتخذ أساليب مسالمة كالمقايضة و التبادل التجاري .





4 - عدم الاستقرار السياسي
عرفت ورقلة في هذه المرحلة عدم استقرار سياسي ، فقد تعاقب على حكمها في ظرف ثماني سنوات ( 1841 / 1849) ست سلاطين هم :
· مولاي الطيب .
· مولاي الذهبي .
· مولاي عبد القادر .
· مولاي علي اغتيل بعد سنتين من توليه الحكم (1847-1849)
· مولاي مسعود حكم ثلاثة أيام فقط .
· مولاي أحمد آخر سلاطين أسرة علاهم لم يدم حكمه أكثر من شهرين .

و كان هذا الصراع المرير على كرسي الحكم بين أبناء الأسرة المالكة من الأسباب القوية التي عجّلت بزوال حكمهم و انهيار دولتهم .
هكذا كانت أوضاع السلطنة الداخلية ، مؤامرات و دسائس بين أفراد الأسرة ، مما شجع أطماع سلاطين النقوسة وحلفائهم من قبيلة سعيد عتبة فاستعانوا بالفرنسيين من أجل بسط نفوذهم عليها .

5 - الأطماع الخارجية
كان للصراع و التنافس بين الأسر الحاكمة، في منطقة ورقلة دوررئيس في إضعاف الجميع ، و زادت من أطماع العثمانيين ثم الفرنسيين من بعدهم .
و كانت العلاقات بين الأسر الحاكمة في منطقة وادي ميّهّ أو وادي ريغ ( بنو جلاب و بنو بابية و آل علاهم ) على حد سواء متوترة و حالة الحرب قائمة على الدوام، فكثيرا ما أدى التنافس إلى تجريد السلاح و حشد الجيوش و ضرب الحصار على المدن و الأسوار و غزو الديار و أسر الرجال و سبي النساء و استرقاق الصبيان .
و قد استغل الحاج أحمد بن بابية سلطان مشيخة النقوسة خلو عرش ورقلة بعد تنحية مولاي أحمد آخر سلاطين ورقلة ، فأرسل أبنه ( بو حفص ) معية شيخ قبيلة سعيد عتبة (عدّة بن ساعد ) للاتصال بقائد القوات الفرنسية المعسكرة في تيارت معربا عن ولائه لفرنسا و مشجعا له على احتلال ورقلة ومبدءا استعداده لمساعدة القوات الفرنسية مقابل منحه لقب الخليفة . و هذا ما تم له بعد ما نفذ وعده حيث نصّب في العشرين من شهر نوفمبر سنة 1849 خليفة على كامل منطقة ،ورقلة.كما قبض عّدة بن ساعد شيخ السعيد عتبة ثمن خيانته بتعيينه قائدا .
و قد حاول أحمد بن بابية حصار ورقلة أكثر من مرة و لكنه فشل رغم أمداده بقوات من الجيش الفرنسي و لم يتمكن من الإستلاء عليها إلا في سنة 1850 بمساعدة قوات فرنسية كبيرة و لكنه هلك بعد ذلك بأقل من سنة،تاركا مشيخته يتنازع عليها أبناؤه الأربعة، ولعبت فرنسا دور الحكم في اختيار خليفته .

6_ انخفاض عدد السكان :
كان سكان ورقلة يعيشون في هذه الفترة حياة بؤس و شقاء ،تفتك بهم الأمراض و الأوبئة ، وتعصف بهم الكوارث الطبيعية مثل الجفاف وهجمات أسراب الجراد التي تأتي على الأخضر و اليابس ، وتتربص بهم هجمات العصابات البدوية ،و أثقلت كاهلهم الديون الربوية ، حتى أضّطر الكثير منهم للتنازل عن أملاكه العقارية من بساتين النخيل لتسديد ديونه الشيء الذي أدى إلى تحّول جذري في توزيع الملكية العقارية بحيث استفاد من هذا الوضع الإباضية و العرب باستحواذهم معا على80 °/° من مجموع المساحة الفلاحية و لم يبقى بأيدي السكان الأصليين أصحاب الأرض سواء الخمس.
وأدّى شظف العيش بعد تدهور الإنتاج الفلاحي نتيجة تراجع كميات المياه المخصّص للرّي، .بالإضافة إلى الحروب و المجاعات و الأوبئة ،إلى هجرة أكثر العناصر نشاطا نحو تونس و الجزائر العاصمة بحثا عن موارد عيش جديدة .

قدّر Alfred LECHATELIER[40] نسبة توزيع أشجار النخيل في هذه المرحلة كما يلي: 40°/° يملكها الإباضيون و 40°/° يملكها العرب البدو و لم يبقى للسكان الأصليين سواء 20°/° بعد ما كانوا يملكون معظم نخيل المنطقة.
كما يقدّر عدد المهاجرين للعمل في تونس بثلث العدد الإجمالي للسكان.













الأطماع الفرنسية

بدأت أنظار الفرنسيين تتجه نحو رقلة منذ عام 1841 فأرسلوا الجواسيس لدراسة الأوضاع الداخلية ، و وجدوا في شخص أحمد بن بابية سلطان النقوسة ، و قبيلة سعيد عتبة الموالية له ، عونا لهم للتغلغل بسبب تلاقي المصالح المشتركة بينهم، و لكنهم أكتفوا في أول الأمر بتقديم المساعدة العسكرية لحلفائهم ، أما في المراحل التالية فكانوا يرسلون الحملات العسكرية لغزو البلاد ثم ينسحبون تاركين وراءها حامية عسكرية و يوكلون أمر البلاد للعملاء من أتباعهم، يحكمون البلاد لصالحهم، حتى أستقر لهم الأمر.
في سنة 1848 بدأ اهتمام الفرنسيين بورقلة يزداد و أنظارهم تتجه نحوها، لاسيما بعد اغتيال سلطان ورقلة مولاي علي و تنحية كل من مولاي مسعود و مولاي أحمد ،خليفتيه حيث أصبحت ورقلة بدون سلطان . خصوصا بعد استسلام مشيخة النقوسة و احتلالها من قبل القوات الفرنسية في 05 ديسمبر 1853.
و في يناير سنة 1854 دخلت القوات الفرنسية بقيادة العقيد « Durrieu »لأول مرة مدينة ورقلة بمساعدة العميل حمـزة ولد بوبكر ، و أعلن ضمها إلى مناطق الاحتلال الفرنسي ، ولكنهم لم يبقوا بها فقد غادروها تاركين عملاءهم يديرونها بإسمهم .
وبعد ثلاث سنوات أي في 1857 دخلت القوات الفرنسية من جديد ورقلة و احتلتها بثلاث كتائب جاءت من الأغواط و بسكرة و بو سعادة ، ونصّبوا العميل سي الزبير خليفة على منطقة ورقلة .
المقـاومـة الشعبيـة

لم يرضخ أهالي ورقلة قط للاحتلال فقد قاوموا ببسالة قوات الاحتلال وعملاءها منذ الوهلة الأولى و استمرت مقاومتهم على فترات، ما أن تخمد برهة حتى تعود أكثر ضراوة و عنفوانا حتى قيام ثورة أول نوفمبر الشاملة فأيدوها و آزروها و التحقوا بها.
· ثورة محمد بن عبد الله [41] ( 1851 – 1861 )
كانت ورقلة في هذه الفترة محطّ أطماع بني بابية سلاطين مشيخة النقوسة و لاسيما بعد زوال حكم آل علاهم باغتيال مولاي علي و عزل خليفته مولاي مسعود بعد ثلاثة أيام فقط من توليه الحكم ثم مولاي أحمد الذي لم يدم حكمه أكثر من شهرين. فأستغل الحاج أحمد بن بابية الفرصة لبسط نفوذه على المنطقة كلها مستعينا بقوات الاحتلال الفرنسي .و قد كان له دور كبير في دخول القوات الفرنسية إلى منطقة ورقلة ، كما سبقت الإشارة إليه فكانت ورقلة عرضة لأطماع النقوسة وحليفتها قبيلة سعيد عتبة و لما حلّ الشريف محمد بن عبد الله بمدينة ورقلة في شهر يوليو 1851 أجتمع به أعيان ورقلة في زاوية سيدي عبد القادر بعرش بني سيسين حيث أستقبل بحفاوة و عرضوا عليه توليته سلطانا على ورقلة و قد اختاروه لورعه و تقواه ، فضلا عن خبرته في الشؤون الحربية، لقيادتهم في صراعهم ضدّ مشيخة النقوسة و عملاء فرنسا ، فأغتم محمد بن عبد الله الفرصة لتوسيع دائرة المقاومة لتشمل كل المناطق الصحراوية و أعلن الجهاد ضدّ قوات الاحتلال انطلاقا من مدينة ورقلة و استطاع كسب تأيّد شيوخ بعض القبائل الكبيرة ذات الإمكانيات البشرية و الحربية ، مثل شيخ قبيلة الأرباع أبن شهرة و سي النعيمي من قبيلة أولاد سيدي الشيخ .كما أستطاع استمالة قبيلة سعيد عتبة التي كانت حليفة بني بابية ثم انقلبت عليهم وفكت ارتباطها بالفرنسيين أيضا .
أنضم أهل ورقلة بدوهم و حضرهم إلى الشريف محمد بن عبد الله و كانوا عماد جيشه الذي حقق به انتصارات عديدة ، منها انتصاره على عبد الرحمان بن جلاب عند واحة تماسين .والشريف بن الأحرش باشاآغا الجلفة و أحمد بن سالم خليفة منطقة الأغواط و أغا جبال عمور وقبيلة أولاد سيدي سالم من قبائل أولاد نايل . ثم زحف بهم نحو الشمال محققا الانتصار تلو الآخر.
عرفت ثورة محمد بن عبد الله انتشارا واسعة ونالت تأييد باي تونس و الباب العالي الخليفة العثماني. و استمرت ه قرابة العشر سنوات بصورة متقطعة (1851 / 1861 ) و تمكّن سنة 1861 من تنصيب نفسه سلطانا على ورقلة ،و لكن لم يكد يمضي شهر واحد حتى ألقي عليه القبض بعد معركة أنهزم فيها و نقل أسيرا إلى السجن العسكري بمدينة « Perpignan . » جنوب فرنسا.

· ثورة الشريف بو شوشة : (1870 / 1975)
في سنة 1870 كانت حركة الشريف محمد بن التومي( بوشوشة) ، الذي كان يحارب الفرنسيين تتوسع و تنتشر في المناطق الجنوبية ،في هذه السنة أستطاع استرجاع مدينة ورقلة من علي باي بن فرحات بو عكاز ، بدون مقاومة ، فقد كان أغلبية سكانها يؤيدون ثورته . ونصّب عليها آغا من قبله هو حليفه بن ناصر بن شهرة .
في 5 جانفي 1872 دخلت قوات الجنرال Lacroix Vaubois مدينة ورقلة و احتلتها بعد معركة دامية أستبسل فيها السكان ، ولكنها لم تستقر فيها ،و غادرتها بعد أن انتقمت من أهلها و أسر عدد من المقاتلين و أعدام أثنى عشرة شخص في طابية " نتاكوميت " مكان مضمار سباق الجمال قرب قرية سيدي عباز بسعيد عتبة حاليا. و قامت بقطع أشجار النخيل و هدم المساكن المحيطة بالقلعة ( القصبة ) و فرضت غرامات مالية باهظة على الأهالي ، و انسحبت تاركة الحكم لعميل لها، هو ابن إدريس آغا بسكرة .
و لكن المقاومة الشعبية لم تخمد فقد عاد الشريف بوشوشة إلى ورقلة على رأس جيش قوامه مائة فارس فأعترض طريقه أخو الآغا بن إدريس و طارده حتى نواحي عين صالح حيث تمكن منه و عاد به أسيرا و أرسله إلى قسنطينة حيث أودع السجن ثم أعدم في 29جوان 1875.
رغم إستسلام بوشوشة لم يتمكن بن إدريس الذي أصبح آغا خلفا لأخيه ، من إخماد الانتفاضة الشعبية التي تواصلت بزعامة سالم بن شراير من عرش المداقنة



السياسة الاستعمارية

اختلفت سياسة فرنسا حسب الأوضاع التي كانت تواجها فقد ظهر اهتمامها بالمناطق الجنوبية في وقت مبكّر، نظرا لموقعها الاستراتيجي و لرغبتها في مد نفوذها وتوسيع مساحة إمبراطوريتها الاستعمارية .

فقامت أولا * بإرسال الجواسيس لجس النبض و تحرير التقارير عن الأوضاع الداخلية مثل الجاسوس Léon Roche الذي أرسل سنة 1838 إلى وادي ريغ و كان يتقن اللغة العربية و يدّعي الإسلام .و المهندس PREX وDe Marios Garein و Chevarier و غيرهم من الجواسيس.و في سنة 1848 بدأت السلطات الفرنسية تفكر في احتلال ورقلة و تقورت .

2 * ثم بالاعتماد على حلفائها من الخونة و المتعاونين معها لبسط نفوذها، أمثال بنو جلاب و بنو بابية و قبيلة سعيد عتبة البدوية و ذلك منذ 1849.

3 * بعد ذلك قامت إرسال حملات عسكرية و تنصيب أعوانها لحكم البلاد تحميهم حامية من الجند.

4 * ثم الاحتلال المباشر و إعلان الحكم العسكري .و الاستمرار في إرسال الحملات الاستكشافية انطلاقا من ورقلة نحو منطقة الهقار و بلاد السودان . و أقامة المراكز الدائمة والثكنات العسكرية مثل مركز الرويسات و برج بني ثور( البرج الأحمر )،وبرج fort Lalmand ) ) هذا البرج تعرض لهجوم شنّه عليه رجال المقاومة الشعبية قتل فيه عدد من الحراس الفرنسيين سنة 1890, دليل على استمرار روح المقاومة.و إنشاء الكتائب الصحراوية( les Compagnies Sahariennes ) مكونة من العرب الشعامبة .
و بالموازاة مع هذه الخطط كانت ترسل الحملات التنصيرية يتزعمها رجال الدين الكاثوليك .

و من أجل أنجاح مختطاتها الاستعمارية قامت بإنجاز بعض المشاريع مثل فتح الطرق البرية و مدّ خطوط التلغراف و الهاتف و دراسة إمكانية إنشاء خط للسكك الحديدية يربط مدينة ورقلة ببسكرة عبر تقورت، ولكن هذا المشروع لم يرى النور بسبب التكلفة الكبيرة التي يتطلبها .
* في1907 أصبحت ورقلة مقرا عاما لقيادة القوات العسكرية في الجنوب الشرقي ( الواحات ).و بلدية أهلية Commune Indigène ضمّت إليها ملحقة تيدكلت l’ annexe du Tidikelt ، عين صالح و المنيعة .

* تداول على القيادة في ورقلة عدد من الضباط الساميين الفرنسيين مثل :
- Le colonel. LAPERRINE (1901 -1910 )
- Le commandant. PAYN (1910 -1913)
- Le lieutenant –colonel. MEYNIER (1913 -1917)
- Le colonel. DINAUX (1917 -1918)
- Le commandant. SIGONNEY (1918 -1922)
- Le commandant. DUCLOS (1922 -1927)
- Le colonel. M. CARBILLET (1927) – 1940)

CARBILLET هو صاحب مشروع إنشاء المدينة الجديد ذات الطابع العسكري التي شرع في بنائها سنة1928 إلى الجنوب الشرقي من المدينة القديمة و تتكّون من حيّ عسكري لإقامة عائلات العسكريين ،لازالت بعض سكنته المبنية من الجبس قائمة إلى يومنا هذا ، و ثكنة عسكرية ، بالإضافة إلى مدرسة عمومية لتعليم أبناء الفرنسيين و مساكن خاصة بالمعلمين و مسبح وكنيسة و دار لاستقبال الضيوف و المتحف الصحراوي ،الذي دشنه في عام 1939، الجنرال نيجر،القائد العام Le Générale NIEGER.















الحركة الوطنية

ساهم الورقليون في النشاط السياسي بانضمام عدد من الشباب إلى خلية حزب الشعب الجزائري التي أسسها خلال الحرب العالمية الثانية(1939-1945) الطلبة القادمون من الجزائر العاصمة و منهم المجاهد محمد الصيد .وفي سنة 1951 أسس شباب ورقلة المقيمون بالجزائر العاصمة جمعية أطلقوا عليها اسم " اتحاد شباب ورقلة ".كان الهدف من إنشائها نشر الوعي السياسي بين صفوف الشباب و تهيئتهم للكفاح المسلح، كانت تعمل تحت غطاء النشاط الرياضي و الاجتماعي حتى لا يكتشف أمرها. و استمر نشاطها في التوسع بتأسيس فرع لها في ورقلة و آخر بتونس .
و بدأت الحركة الكشفية تعرف طريقها إلى ورقلة كوسيلة لتربية النشء على المبادئ الإسلامية و الروح الوطنية .
و لمّا اندلعت الثورة التحريرية الكبرى في غرّة نوفمبر 1954 لم يتأخر شباب ورقلة، أمثال الشهيدين عبد القادر خليل و الحاج سيد روحو و غيرهما ، عن الانضمام إليها ففي 24 ديسمبر 1954 ألقي القبض على الشهيد عبد القادر خليل أحد النشطين في الكفاح ضدّ الاحتلال بورقلة و زجّ به في السجن ولما أطلق سراحه في شهر ماي1955 عاد إلى النضال حتى استشهاده في 11سبتمبر 1957 بورقلة .و لم يكن الشهيد عبد القادر خليل البطل الوحيد ، قائمة الأبطال الشهداء و المجاهدين الذين سالت دماؤهم على هذه الأرض الطاهرة و قدموا أرواحهم قربان من أجل جزائر العزّة و الكرامة ، قائمة طويلة .



مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
الأحزاب :23



خاتمة




تاريخ مدينة بعظمة ورقلة لا يمكن أن يختزل في بضعة صفحات ، فأملي كبير في أبنائي شباب هذه المدينة العريقة في مواصلة المشوار و بدل الجهد في البحث و التنقيب لنفض الغبار عن ماضيهم المجيد و سد الطريق أمام المتطفلين و كل من تسّول له نفسه المساس بإرثنا الحضاري أو تزيف ماضينا العظيم .




لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
سورة يوسف : 111




و الله ، سبحانه و تعالى ، أعلم بالصواب و إليه المرجع و المآب ، و صلي اللّهم و سلّم على سيّدنا و نبيّنا محمد و على آله و صحبه و التابعين له بإحسان إلى يوم الدين أمين

* عصر ما قبل التاريخ
عصر ما قبل التاريخ هو تعبير عن الأزمنة التي سبقت اكتشاف الكتابة، حيث لا يوجد أي مدونات أو رسوم تشير عليه، و ينتهي عصر ما قبل التاريخ عند بداية العصور التاريخية، حيث بدأ الإنسان يؤرخ مشاهد من حياته بالرسوم و الكتابة و الرموز.
ينقسم عصر ما قبل التاريخ إلى خمس فترات :
· الفترة الضاربة في عمق التاريخ = العصر الحجري القديم الأسفل) le Paléolithique ancien - ما بين 100,000- 2 مليون سنة قبل الميلاد).
· الفترة المتوسطة من ما قبل التاريخ = العصر الحجري الوسيط) le Paléolithique Moyen - ما بين 100,000- 30,000 سنة قبل الميلاد.)
· الفترة العليا من ما قبل التاريخ= العصر الحجري الحديث) L’Epipaléolithique - ما بين 30,000- 10,000 سنة ما قبل الميلاد ) .
· Le Néolithique- العصر الحجري الأخير ( في الفترة ما بين 10,000 - 5,500 سنة ما قبل الميلاد.)
· Le Post- Néolithique ما بعد العصر الحجري الأخير ( في الفترة ما بين 5,500 - 3,100 سنة ما قبل الميلاد. ).


[1] ) موسوعة ويكيبيديا

2 ) الف الادريسي الكتاب للملك روجر بناء على طلبه، وضمنه كل ما عرفه الأقدمون من معلومات سليمة، وأضاف إليها ما اكتسبه هو وما رآه ورصده في رحلاته واختباراته ، وقد ظل هذا الكتاب مرجعاً لعلماء أوروبا مدة زادت على 300 سنة، وفيه نيف وسبعون خريطة.

3) نسب الإدريسي النكارية المنشقين عن الإباضية إليهم ، وهذا ما ينكره الإباضية . و قد جارهم في ذلك الكتور . إبراهيم بحاز،حيث يقول " ومثلما شوَّه غلاة الخوارج حركة المحكِّمة في المشرق كذلك شوّه النكَّار في المغرب فكر الأباضية وانشقُّوا عن الدولة الرستمية، وساهموا في إضعافها وسقوطها في نهاية المطاف، ولقد أكثر الجغرافيون في المغرب من ذكرهم باعتبارهم إباضية وما هم بإباضية، وإنما هم نكَّار أنكروا إمامة الإباضي عبد الوهاب بن عبد الرحمان ومثلما شوَّه غلاة الخوارج حركة المحكِّمة في المشرق كذلك شوّه النكَّار في المغرب فكر الأباضية وانشقُّوا عن الدولة الرستمية، وساهموا في إضعافها وسقوطها في نهاية المطاف، ولقد أكثر الجغرافيون في المغرب من ذكرهم باعتبارهم إباضية وما هم بإباضية، وإنما هم نكَّار أنكروا إمامة الإباضي عبد الوهاب بن عبد الرحمان
4 ) مؤلفها هو : عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي ، الملقب بعفيف الدين ، ينسب إلى قبيلة عياش البربرية ، فقيه فاضل من أهل فاس ، ولد في شهر شعبان سنة 1037 هج = 1627 م ، وتوفي بالطاعون سنة 1090 هج = 1679 م . ورحلته مطبوعة على الحجر في نحو 1000 صفحة في فاس سنة 1316 هج في مجلدين ،وتستمد هذه الرحلة قيمتها الحقيقية مما تحتويه من الأخبار والأشعار والتراجم وأحوال الكتب ومؤلفيها . سليمان القريشي:من هذه الرحلات نذكر الرحلة العياشية، التي تتمايز بعدة خاصيات، أبرزها، المساحة الجغرافية الهامة، التي قطعتها، هذه المساحة التي امتدت من المغرب للمدينة المنورة، ومكة المشرفة، ثم الى القدس الشريف والخليل – مدينة لوط، ثم العودة إلى مصر والإقامة بها وصولاً إلى المغرب عن طريق كل من ليبيا، وتونس والجزائر، بالإضافة إلى هذه الأهمية فأن رحلة العياشية، تقتبس قيمتها من نسبتها إلى أبي سالم محمد بان عبد الله العياشي، الذي يعتبر من كبار فقهاء المغاربة واحد المع وجوه الثقافة والفقه في المغرب في القرن الحادي عشر، إذ أن صاحبنا هذا لم يكن مجرد رحالة عادي، تستهويه الأسفار وتشده المسالك والطر ق، أو مجرد مؤمن ورع يبتغي أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ولكن صاحبنا هذا كان بالإضافة إلى كل ذلك فقيه- عالم- أديب- معلم- مشارك- كاتب إذ انه ألف- وأجاز- واستجاز- وراسل – وشارك في كتابة مقدمات بعض الكتب، ولعل هذا غريب في بابه، ثم انه قد حرص خلال هذه الرحلة على لقاء كبار الفقهاء ومحادثة اعلام العلماء خاصة في الحرمين الشر يفين
[5] ) السلطان محمد الربع( 1058 -1104 هـ/1648-1692م )تولى الحكم وهو صبي أبن سبع سنين في عهده كونت الدول الأوربية حلفا ضد الدولة العثمانية سموه '' الحلف المقدس'' ضم : النمسا و روسيا و بولنده و البندقية و رهبان مالطة و بابا الفاتيكان .كان معاصرا للويس الرابع عشر
ملك فرنسا . و قد تم عزله من طرف رجال الدولة و العلماء 1099هـ و تولى مكانه أخوه سليمان الثاني
[6] ) مولاي علاهم سلطان ورقلة من بني مرين أستقدم لحكم البلاد من مدينة فاس الغربية، بعد الخلافات و القلاقل التي اجتاحت البلاد على اثر زوال حكم أسرة أبن أبي غبول و هو مؤسس الأسرة التي حكمت ورقلة إلى سنة 1849م
[7] ) هو محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين ، ولد سنة 485هـ/1092م على وجه التقريب أدّعى النسب القرشي بعد أن اطمأن لقبول دعوته من قبل أهل المغرب و هذا الإدعاء كان و لا يزال مألوف عند أصحاب الطموح الديني أو السياسي يتخذونه وسيلة لبلوغ أطماعهم .
[8] ) بنو جلاب أسرة حكمت مدينة تقورت من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر .
[9] ) الأكمل: هو كتاب لأبي عبد الله الأبي - و المختصر لخليل بن إسحاق - الرسالة = رسالة أبي زيد القيرواني.
[10] ) الروافض : هم فرقة من الشيعة سمو بهذا الاسم في زمن إسماعيل بن محمد المهدي الملقب بالمنصور .و هو أول خليفة رافضي في الدولة الفاطمية ( العبيدية )
[11] ) عبدالله بن إباض هو تابعي عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان. فقيه و من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه
[12] ) رؤية الله : وذهبت الأباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل - كما يزعمون - يحيل ذلك .
[13] ) التوضيح : لخليل بن إسحاق في مختصر ابن الحاجب.
[14] ) التتائي : شمس الدين محمد بن إبراهيم ، شارح مختصر خليل .
[15] ) بهرام ( بن عبد الله بن عبد العزيز )، قاصي القضاة بمصر .
[16] ) شرح خليل الصغرى : كتاب ،في التوحيد لمحمد بن يوسف بن عمر السنوسي
[17] ) الأمير علاهم : ينتسب على الأرجح إلى عائلة معروفة في مدينة فاس جاء لحكم ورقلة بطلب من أهلها سنة 1602 م .و كانت أسرة بني أبي غابول ’ التي تربطها علاقة قرابة ببني و اقين ، هي الحاكمة لورقلة . و تذهب بعض المراجع التاريخية ، إلى أن السبب في استقدام أجنبي لحاكم البلاد، يعود أساسا للصراع الطويل بين أهالي العروش الثلاث ، حول السلطة و عدم توصلهم إلى إتفاق حول من يتولى الحكم . و يقال أنهم دفعوا مقابل ذلك وزنه ذهبا .
[18] - الرحلة العياشية "ماء الموائذ.." .
[19] - كان الدعاء للمهدي في خطبة الجمعة من الأمور التي سار عليها أبو زكرياء الفحصي مؤسس الدولة الحفصية في بداية توليه الأمارة ’ قبل أن يأمر بالدعاء لنفسه . و لعل الخطبة التي عثر عليها الإمام تعود إلى هذا العصر .
[20] - وارقلا = OUARGLA
LA = لا
G=ق
R = ر
A =ا
OU = و

= toponymie · دراسة لغوية أو تاريخية لأصل أسماء الأماكن
- صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي. للدكتور علي محمد الصّلابي . [21]
[22] - ابن خلذون 6 /84 و مابعدها
[23] ) الإباضية أو الأباضية كلاهما وارد فأغلب أهل المشرق يفضلون أباضية بفتح الهمزة وأغلب أهل المغرب يفضلون الإباضية بكسر الهمزة. انظر معجم أعلام الإباضية إبراهيم بحّاز وآخرين، ج2، العلَم رقم _1_ نشر جمعية الثرات، غرداية 1999م. وانظر : عوض محمد خليفات (الدكتور) نشأة الحركة الإباضية، منشورات الجامعة الأردنية، عمّان، 1978.

[24] ) أنظر كتاب " مشوهات الإباضية، نظرة من الداخل والخارج .." لدكتور إبراهيم بحاز :

[25] Léon l’africain ; Description de l’Afrique.

[26] - أبو زكريا يحيى بن حفص (1203-1249 م) مؤسس الدولة الحفصية، وأول ملوكها من 1228-1249. بدأ حكمه وهو ذو سبع وعشرين سنة هجرية، ورغم سنه إلا أنه أظهر براعة تدل على ما يتمتع به من نضج سياسي مبكر، ومهارة إدارية فذة،.
اتخذ أبو زكريا من تونس عاصمة له وذلك بعد خلعه لأبي العلاء إدريس خليفة الموحدين. ثم نهض لإقرار سلطانه وبسط نفوذه في المناطق المجاورة، فزحف بجيشه إلى قسطنطينة بالجزائر، فدخلها دون صعوبة وخرج أهلها لمبايعته في (شعبان 626هـ = 1229م)، ثم اتجه إلى بجابة ففتحها ودخلت في سلطانه، وبذلك خرجت الولايتان من سلطان دولة الموحدين، وأصبحتا تابعتين لأبي زكريا، ثم طاف بالنواحي الشرقية من ولايته، واستوثق من طاعة أهلها.
من انجازاته بناء جامع القصبة وصومعته الجميلة في تونس، ونقش عليها اسمه، وأذَّن فيها بنفسه ليلة تمامها في (غرة رمضان 630هـ = 11 من يونيو 1223م)، وبنى مدارس كثيرة، وأنشأ سوق العطَّارين، وأنشأ مكتبة قصر القصبة التي ضمت 36 ألف مجلد.

[27] - Géryville = لسم مدينة البيّض إبان الاحتلال الفرنسي
[28] - القصبة = مصطلح يطلق على عاصمة البلاد و مقر الحاكم
[29] Commandant V.COLOMIEU : Voyage dans le Sahara Algérien …( collection ; Tour du Monde 1983)

[30] - مملكة جاو عرفت في كتب الجغرافيا والرحلات والتاريخ العربية القديمة تحت اسم كوكو وقد قامت مبكرا قبل القرن الثالث الهجري لانها أصبحت عاصمة لاعظم ممالك السودان " وكانت لها اتصالات تجارية واسعة عبر الطريقين الاوسط "تادمكة ورقلان " والشرقي زويلة ـ حوض بحيرة تشاد ودخلت جاو تحت حكم امبراططورية مالي في الفترة ما بين 626ـ737هـ /1325 ـ1335م ثم استقلت عنها وبدأ عصرها الذعبي منذ سنة 869هـ (1464م) وقضت عليها قوات المنصور الذهب من المغرب عام 1000هـ /1591م ومملكة غانة ( القرن الرابع الميلادي حتى الثالث عشر الميلادي ) قامت في المنطقة الوقعة بين نهر الستال والنيجر وتوسعت شمالا حتى بلغت حدودها في بعض الاحيان أطراف الصحراء الشمالية من المغرب الاقصى واشتهرت غانة عند المسلمين بأنها أكبر مصدر للذهب ودخلت في صراع مع الرابطين فكان من بين الاسباب التي ادت الى نهايتها ودخولها ضمن حدود أمبراطورية مالي في القرن الثالث عشر الميلادي

[31] - تقع تادمكة في منطقة ادرار الجبلية . ويبدو أنها ظهرت كمركز تجاري قبل القرن الثالث الهجري وأصبحت من اكبر المراكز في نهاية الطريق الاوسط ( ورجلان تادمكة) وقد بدات تفقد اهميتها كمركز تجاري بعد اتساع مملكتي صنافة وكاتم بعد القرن السادس الهجري .

[32] - البكري ، المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب ( الجزائر 1857)ص182.
[33] - مجلة الأصالة العدد41 .
[34] 1 - أبو يعقوب الوارجلاني هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراتي الوارجلاني من قرية سدراتة بنطقة وارجلان من علماء القرن السادس الهجري حيث توفي رضي الله عنه عام 570هـ، كان كثير التنقل والأسفار للاطلاع على المزيد من المعرفة، و كان مثابراً على طلب العلم وتعليمه،ارتحل إلى الأندلس وجاب مجاهل إفريقيا حتى وصل إلى قريب من خط الاستواء ورحل أيضاً إلى الحج والتقى بعلماء الأمة وضع الكثير من المؤلفات منها :1 - العدل والإنصاف في أصول الفقه؛ في ثلاثة أجزاء ، وكان هذا الكتاب مقرراً في حلقات نظام العزابة ، كما أنه من مستندات الإباضية في أصول الفقه حيث اعتنى بشرحه وتحقيقه جلة من العلماء،2 - الدليل والبرهان؛ في ثلاثة أجزاء، هذا الكتاب من مراجع أصول الدين في المذهب الإباضي.3 - مرج البحرين في المنطق والفلسفة؛ 4 - مروج الذهب في الفلسفة؛ وقيل هو عنوان لنفس الكتاب السابق، وقد ترجم إلى أغلب لغات أوروبا نظراً لأهميته.5 - تفسير القرآن الكريم؛ في سبعين جزءً، ولكن للأسف الشديد مازال مفقوداً إلى هذا الوقت، وقيل إنه يوجد جزء واحد منه في إحدى المكتبات الألمانية.6 - الجامع الصحيح؛ قام الشيخ رضي الله عنه بترتيب مسند الإمام الربيع بن حبيب فسماه الجامع الصحيح، ولا يخفى على أحد أن الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب هو المستند الأول للإباضية في مجال الحديث.7 - فتوح المغرب؛ قال عنه الأستاذ حسن عبد الوهاب: (إن له كتاباً كبيراً في التأريخ يسمى فتوح المغرب، رأيت نسخة منه في تركة المستشرق الكبير الفرنسي مونتيسكيو) قال: (ويوجد ذلك الكتاب فتوح المغرب الآن في بعض خزائن ألمانيا)().8 - كتاب في الفقه؛ كما ذكر ذلك طلبة العلم المغاربة9 - القصيدة الحجازية؛ وهي تقع في ثلاثمائة وستين بيتاً وصف فيها الأماكن المقدسة.

[35] - كتاب السيرة وأخبار الأئمة, لأبي زكريا يحيى بن أبي بكر الوارجلاني المتوفى في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري, ولا يزال الكتاب مخطوطاً وتوج منه نسخة في دار الكتب المصرية ونسخة أخرى في المتحف الوطني البولوني ولكن مخطوطة دار الكتب أقدم تاريخاً وأكمل, ولعل هناك نسخاً أخرى في المكتبات الخاصة الإباضية في شمال أفريقية وعمان, وقد ترجمت المخطوطة إلى الفرنسية مرتين .عاش أبو زكريا في وارجلان بعد سقوط الإمامة الرستمية على يد الفاطميين297 ه‍, ومن المحتمل أنه عاصر آخر أيامها, وقد أسهب في كتابه عن تاريخ الدولة الرستمية, ويبدو أن المؤلف قد وضع كتابه أصلا لهذا الغرض ويعتبر هذا المصدر من أقدم كتب السير الإباضية التي وصلتنا من شمال أفريقية, وقد اعتمد عليها كثيراً من المؤلفين الإباضيين المتأخرين مثل الوسياني والدرجيني الشماخي وغيرهم, ويبدو أبو زكريا متعصباً لبض القوميات وخاصة الفارسية التي تنسب إليها الأسرة الرستمية.
[36] - المصادر الإباضية: د. عوض محمد خليفات
[37] - الحفصيون: سلالة بربرية حكمت في تونس، شرق الجزائر و طرابلس مابين 1229-1574 م.ينتمي الحفصيون إلى قبيلة مصمودة البربرية، ومساكنها في جبال الأطلس. استمدت التسمية من أبو حفص عمر (1174-1195 م) أحد أجداد الأسرة ومن رجالات ابن تومرت الأوفياء. أصبح ابنه من بعده من عمال الموحدين على تونس. قام ابنه من بعده الأمير أبو زكريا يحي (1228-1249 م) بالاستيلاء على السلطة و أعلن استقلاله واستطاع أن يؤسس دولة استخلفت الدولة الموحدية في المنطقة. قضى ابنه المستنصر (1249-1277 م) على الحملة الصليبية الثامنة (سنة 1270)، ثم اتخذ لقب أمير المؤمنين. زار ورقلة في بداية عهده و أمر ببناء مسجد فيها كما سبق و ان ذكرنا في الحلقة الماضية ، بعد وفاته تنازع أولاده الحكم. و جرت حروب طاحنة بينهم.
في أواخر القرن الـ13 م انشق عن الأسرة فرعين، حكم أحدهما في بجاية والآخر في قسنطينة. في منتصف القرن الـ14 م استولى المرينيون على البلاد. بعد جلاء المرينيين استعادت الدولة الحفصية حيوتها ونشاطها مع حكم كل من أبو العباس أحمد (1370-1394 م)، أبو فارس عبد العزيز (1394-1434 م) ثم أبو عمر يحيى (1435-1488 م). عرفت هذه الفترة الاستقرار وعم الأمن أرجاء الدولة. أصبحت العاصمة تونس مركزا تجاريا مهماً.

[38] - السعديون : يرجع أصل السعدين إلى الجزيرة العربية ينتسبون إلى الإمام علي بن أبي طالب( كرّم الله وجهه ) لكن خصومهم يطعنون في هذا النسب و يقولون أنهم من بني سعد بن بكر من قبيلة حليمة السعدية مرضعة الرسول ( صلى الله عليه و سلّم) حكموا من 1554 إلى 1659 كانت عاصمتهم مدينة فاس .
38) السنغاي شعب من إفريقيا الغربية أقام على ضفاف نهر النيجر الأوسط اعتنقوا الإسلام . امتدت مملكة السنغاي من منطقة تمبكتو إلى نيامي و كانت عاصمتها مدينة ( غاو =Gao ) .
[40] - LECHATELIER A. Les Medaganat Alger 1888
[41] ) هو محمد بن عبد الله من أولاد سيدي أحمد بن يوسف فرع قبيلة أهل غسول قرب عين تموشنت ، و كان في عام 1840 استقر في مدينة تلمسان و اشتغل معلما للقرآن في زاوية أولاد سيدي يعقوب كانت ورقلة أول هدف وضعه نصب عينيه فاستطاع الإستيلاء عليها و جعلها مركزا لنشاطه ، و بعد ورقلة فكر في الإستيلاء على تقرت التي تخضع لسلطنة عائلة ابن جلاب فاتجه إليها و انضم إليه سلطانها السابق سليمان بن جلاب كما انضم إليه سكان متليلي .غادر بعدها تقرت و اتجه إلى جبل عمور لجمع المزيد من الأنصار . و للقضاء على حركته قام الجنرال راندون بتجنيد 3 فرق كبيرة لمحاربته ، فاشتبك معه في معركة عين الرق قتل من الفرنسيين حوالي 200 رجل فاستقبل في الأغواط بعد ان فشل في دخولها من قبل .أظهر بطولة فائقة في الدفاع عن مدينة الأغواط و قصورها خاصة بعد انضمام ابن ناصر بن شهرة، إلى أن سقطت يوم 4/12/1852.توقف نشاط محمد بن عبد الله إلى غاية فيفري 1853 حين حاول استرجاع الأغواط إلا أنه فشل بعد اشتباكات ومعارك في بريزينة و رويسات. انتقل بعدها إلى تونس ثم عاد مرة أخرى إلى ورقلة في شهر سبتمبر 1854وأخذ يتنقل بين المناطق الصحراوية ويتردد على تونس، إلى أن ألقي عليه القبض بمساعدة الباشا آغا سي بوبكر ولد حمزة ، ويجهل المدة التي بقيها مسجونا ، و لم يظهر مرة أخرى على مسرح الأحداث إلا بعد انطلاق ثورة أولا سيدي الشيخ عام 1864 . انضم إلى سي الأعلى و سي الزبير و سي محمد و بقي معهم مدة من الوقت ثم اختلف معهم و انسحب إلى تونس لعدة سنوات و لم يظهر إلا اثناء مقاومة المقراني 1871 فاتصل بابن ناصر بن شهرة في تقرت و بوشوشة في ورقلة و ربط صلاته بأولاد خليفة الذي شارك معهم في ماجمة واحة "ليانة" بالزاب الشرقي ، و من هناك عبر الحدود إلى "نفطة" و منها بئر العليق ثم وادي بودخان و منه إلى منطقة الكاف التونسية فاعتقله هناك الباي و سجنه عام 1876 بعد حادثة مقتل العربي المملوك حاكم سوف .بعد احتلال تونس عام 1881 غادر بن عبد الله قريته إلى الحدود الشرقية الجنوبية بجوار طرابلس مدة ثم عاد مع باقي المهاجرين إلى الجنوب التونسي إلى أن توفي عام 1895.
جميع الردود تعبر على الرأي الشخصي للأعضاء ولا تتحمل منتديات نور ورقلة أي منها

تنبيه
الموضوع الأصلي : صفحات من تاريخ ورقلة -||- المصدر : منتديات نور ورقلة -||- الكاتب : الصادق الأمين

توقيع الصادق الأمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-ouargla.forumalgerie.net
 

صفحات من تاريخ ورقلة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مقالة نور ورقلة ’’ ورقلة سحر الجنوب’’
» تاريخ المخادمة
» كود HTML نفديك بأنفسنا يا رسول الله § منتديات نور ورقلة §
» كود ضع تعليق بحسابك في الفيسبوك لاول مره على منتداك مهدى من طرف منتديات نور ورقلة
» دليل المعلم السنة الثالثة إبتدائي لغة عربية -ت.اسلامية . ت.مدنية- تاريخ-جغرافيا -رياضيات -ت.علمية -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
♥منتديات نور ورقلة ♥ :: المنتدى التعليمي :: مكتبة منتديات نور ورقلة :: كتب وبحوث-