رسوخ الأيمان عند المرأة طريق النجاة الوحيد
لاشك ان طريق النجاة منحصر بالأيمان والعمل الصالح للذين هما بمثابة الجناحين أو القدمين الضروريتين للسير نحو العالم المعنوي ، والآيات القرآنية والأخبار الواردة عن اهل البيت عليهم السلام كثيرة في هذا الصدد وواضحة 0
فمثلاً عندنا آسية بنت مزاحم زوجة فرعون وهي أول أمرأة بلغ أيمانها درجة الكمال وأول أمرأة أخفت أيمانها وهي في بيت فرعون الكافر لسنين طويلة وأول أمراة آمنت بموسى بن عمران وهذه المرأة المخدرة هي التي انتشلت تابوت موسى من الماء وأخرجت موسى منه واحتضنته كشيء ثمين وكانت هذهالمرأة سيده من سيدات الجنة والمرأة الوحيدة الراسخة الايمان في زمانها وفي النساء اللواتي اثنى عليهن في القرآن 0
وحسب ما جاء في التفاسير والتواريخ والأخبار والسيّر فأنه لم تظهر منذ خلق آدم وسط عائلة كافرة أمرأة على هذه الدرجة من الأيمان والثبات والأستقامة ونقل ، عن رسول الله (ص) انه في يوم القيامة تأتي آسية بنت مزاحم بصحبة (70) ألف حورية يحملن رايات التسبيح لأستقبال سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) واخيراً ان كل مجلس تحضر فيه فاطمة تحضر آسيا ومريم وهذا الأيمان الكامل والقوي الذي تمتعت به كان مقتصراً عليها لوحدها في آل فرعون 0
فآسيا أمراة من بني أسرائيل كانت تعبد الله سراً عن اخلاص وايمان كامل فلما اخبرها فرعون بقتلهِ ماشطه زوجة حزقيل نفذ صبر آسيا وصرخت بوجهه الويل لك يا فرعون الى متى تجروء على الله تعالى فقال فرعون وهل جننت انت ايضاً كما جنت ماشطه اجابت انا لم أُجن بل آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين وكلما أجبرها على الأعتراف بربوبيته لم تخضع قالت آسيا أنا لن اترك دين الحق الرسولي فليفعل ما يشاء ولن اترك ايماني مهما حصل حتى قام فرعون يدق جسم آسيا بأربعة اوتاد وعذبها بألوان العذاب وفاضت روحها الى بارئها ولذا سمُي فرعون في القرآن بذي الأوتاد حيث قالت وهي تحتضر ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(التحريم: من الآية11) 0
فأختي المؤمنة هذه آسيا أمامك التي تحملت كل المصاعب في سبيل ثبات دينها الحق واطاعت الله سبحانه وتعالى فلا شك ان الأيمان هو الأصل والعمل الصالح هو الفرع فلو ان الشخص مات بدون ايمان فلم ينفعه عمله الحسن حتى لو كان جبالاً (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:9) إلا انه لو قدم الاعمال مع الأيمان حتى لو كانت قليله وقد قضى سنين طويلة في العناء فيكون في نهاية المطاف من الناجين فأن الأيمان أذن طريق النجاة الوحيد0
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين 0